حلم المدينة الفاضلة ليس سهلاً، فقد وصلت رسائل لداني من بعض مواطنيه يريدون فيها ارتكاب جرائم، فأحدهم يستأذنه في سرقة الناس، وآخر يخبره أنه سيغزو إسبانيا! لا بد من وجود قوانين تحكم العلاقة بين الناس.
سافر داني إلى أورلاندو، فلوريدا، مقر عالم ديزني وفيها بلدة يقال أنها بلدة مثالية للعيش فيها، بعدد سكانها الذي يفوق الثمانية آلاف، بلدة سلبريشن تتمتع بمعدل جريمة يقترب من الصفر، مدارس جيدة والكثير من الناس السعداء، مكان جيد ليعيش المرء فيه، لكن إلى أي مدى الناس هنا ودودون؟ جرب داني اختباراً بسيطاً وهو أن يرفع يده لأي شخص غريب ويقول له "High five" أو بلهجتنا المحلية "كفك!" فوجد أن الناس يتفاعلون معه.
استئجر سيارة كهربائية صغيرة وتجول في أنحاء البلدة، أعجب بالبيوت، والحدائق نظيفة وأنيقة، ولا توجد مظاهر لأي مشاكل، ألتقى داني بأحد أعيان البلدة الذي شرح له أن المدينة تقوم على أساس خمس مبادئ مهمة:
مدينة سليبرشن تعتمد قواعد صارمة حول كل التفاصيل المتعلقة بالمنازل، فمثلاً لا يحق لصاحب المنزل أن يختار أي نوع من الستائر بل عليه تركيب ستائر من نوع محدد بلون محدد! هذه القواعد الصارمة أنتجت بلدة نظيفة أنيقة، لكن هل يريد أحدنا أن يعيش في مثل هذه البلدة؟ شخصياً تعجبني الكثير من التفاصيل، فمثلاً وجود اهتمام ببناء مجتمع متفاعل نقطة مهمة جداً أفتقدها هنا.
في مقابل سليبرشن وقواعدها التي لا تنتهي هناك مجتمع آخر يحاول الوصول إلى نفس الأهداف لكن بدون قواعد كثيرة، كريستيانا مجتمع منفصل في الدانيمارك كانت هذه البلدة قاعدة عسكرية في الماضي خرج منها الجيش ليحتلها مجموعة من الهيبيز في السبعينيات، ويسكنها الآن 800 شخص يتوقون للتخلص من حكم وقوانين الحكومة الدينماركية.
الشرطة الدينماركية لا تتدخل في هذا المجتمع إلا في حالات الجرائم الخطيرة كالقتل والاغتصاب.
اتجه داني إلى الفاتيكان ليلتقي بأحد المسؤولين هناك وتحدثا عن تعاليم المسيح، والأخلاق وكيف أن الأخلاق والإحساس بالمسؤولية هي أساس النظام في أي مجتمع وبدونهما سينهار المجتمع مهما كانت القوانين صارمة.
في شقة داني أو لنقل في مملكته وضع قواعد مع صديقه وهي بسيطة، لكن مع النقاش تحول التركيز من الأشياء التي يمنع فعلها إلى وضع قانون لأسلوب العيش، فبدلاً من أن يقول للمواطنين "يمنع فعل وهذا وذاك" وضع قاعدة بسيطة "كن جيداً" أو Be Good.
لكن صديق داني طرح مشكلة، كيف ستفرض هذه القاعدة على الناس؟ وفعل ذلك عملياً بوخز داني في صدره، طلب داني ألا يفعل ذلك فقال له صديقه "ما الذي يمكنك أن تفعله؟!" ووخزه مرة ثانية، النقطة هنا كيف يمكن التعامل مع من يخالف القاعدة؟ أعني قاعدة "كن جيداً" وليس القاعدة!
سافر داني إلى أريزونا في أمريكا ليلتقي بجو أربيو عمدة بلدة في أريزونا، جو يؤمن بالتشديد على المجرمين إلى أقصد حد لكي لا يعودوا إلى السجن مرة اخرى، فهو مثلاً يجبرهم على لبس ملابس داخلية وردية! الطعام رديئ رخيص ومحصور بوجبتين في اليوم، السجناء يعيشون في خيم غير مكيفة والجو حار جداً في أريزونا وقد تصل الحرارة إلى مستوى خطير حتى في الظل.
كل وسائل الترفيه ممنوعة، التلفاز محصور بقنوات تعليمية، التدخين ممنوع، القهوة ممنوعة! والمجلات النسائية - يجب منع المجلات النسائية حول العالم! - الأفلام محصورة بأفلام لا عنف فيها، أفلام عائلية! هناك حصص مكثفة للإنجليزية للسجناء الذين لا يتكلمونها.
جو يرى أن السجن يجب أن يكون قاسياً ويعاقب لأن هناك سجوناً حول العالم تقدم حياة أفضل للسجناء من تلك التي يعيشونها خارج السجن، لذلك بعضهم يرتكب الجرائم لكي يعود إلى الحبس!
ثم عرض جو فرقة من السجينات المربوطات بسلاسل، وهي كم يقول جو الفرقة الوحيدة في العالم، عقاب أظنه لا إنساني أكثر من اللازم، مع ذلك قالت إحدى السجينات أنها عادت ثلاث مرات لهذه الفرقة، "لماذا؟" سأل داني "الغباء!" أجابت السجينة ... هذه سجينة صريحة، ليت بوش يأخذ بعض من صراحتها وعقلها.
أريزونا هي إحدى الولايات التي أبقت تطبيق عقوبة الإعدام، وهذه قضية عالمية إذ تنادي هيئات عالمية بإلغاء عقوبة الإعدام لأنها غير إنساني وليس من حق الإنسان أن يقرر مصير حياة إنسان آخر.
شخصياً أرى أن هذا الكلام هراء، من أعطى الحق للمجرم بأن ينهي حياة الضحية؟ القاتل يقتل، هذا أمر صعب وقاسي على القاتل وعلى مطبق حكم الإعدام، لكن دعونا لا ننسى القسوة التي وقعت على الضحية أيضاً.
دخل داني إلى سجن مخصص لأخطر المجرمين وكثير منهم ينتظر دوره على كرسي الإعدام، ألبسوه بدلة حماية ونظارة حماية لأن بعض السجناء يصنعون أسلحة صغيرة وخطيرة! ثم زار غرف الإعدام، هناك غرفة إعدام بالغاز وأخرى بالحقن.
قرر داني ألا تكون هناك عقوبة إعدام في مملكته، وبدأ يشعر بأن الأمر جدي، إدارة الدول ليس أمراً سهلاً.
بقيت حلقتان.
سافر داني إلى أورلاندو، فلوريدا، مقر عالم ديزني وفيها بلدة يقال أنها بلدة مثالية للعيش فيها، بعدد سكانها الذي يفوق الثمانية آلاف، بلدة سلبريشن تتمتع بمعدل جريمة يقترب من الصفر، مدارس جيدة والكثير من الناس السعداء، مكان جيد ليعيش المرء فيه، لكن إلى أي مدى الناس هنا ودودون؟ جرب داني اختباراً بسيطاً وهو أن يرفع يده لأي شخص غريب ويقول له "High five" أو بلهجتنا المحلية "كفك!" فوجد أن الناس يتفاعلون معه.
استئجر سيارة كهربائية صغيرة وتجول في أنحاء البلدة، أعجب بالبيوت، والحدائق نظيفة وأنيقة، ولا توجد مظاهر لأي مشاكل، ألتقى داني بأحد أعيان البلدة الذي شرح له أن المدينة تقوم على أساس خمس مبادئ مهمة:
- الصحة
- التعليم
- التقنية
- المجتمع
- المكان
مدينة سليبرشن تعتمد قواعد صارمة حول كل التفاصيل المتعلقة بالمنازل، فمثلاً لا يحق لصاحب المنزل أن يختار أي نوع من الستائر بل عليه تركيب ستائر من نوع محدد بلون محدد! هذه القواعد الصارمة أنتجت بلدة نظيفة أنيقة، لكن هل يريد أحدنا أن يعيش في مثل هذه البلدة؟ شخصياً تعجبني الكثير من التفاصيل، فمثلاً وجود اهتمام ببناء مجتمع متفاعل نقطة مهمة جداً أفتقدها هنا.
في مقابل سليبرشن وقواعدها التي لا تنتهي هناك مجتمع آخر يحاول الوصول إلى نفس الأهداف لكن بدون قواعد كثيرة، كريستيانا مجتمع منفصل في الدانيمارك كانت هذه البلدة قاعدة عسكرية في الماضي خرج منها الجيش ليحتلها مجموعة من الهيبيز في السبعينيات، ويسكنها الآن 800 شخص يتوقون للتخلص من حكم وقوانين الحكومة الدينماركية.
الشرطة الدينماركية لا تتدخل في هذا المجتمع إلا في حالات الجرائم الخطيرة كالقتل والاغتصاب.
اتجه داني إلى الفاتيكان ليلتقي بأحد المسؤولين هناك وتحدثا عن تعاليم المسيح، والأخلاق وكيف أن الأخلاق والإحساس بالمسؤولية هي أساس النظام في أي مجتمع وبدونهما سينهار المجتمع مهما كانت القوانين صارمة.
في شقة داني أو لنقل في مملكته وضع قواعد مع صديقه وهي بسيطة، لكن مع النقاش تحول التركيز من الأشياء التي يمنع فعلها إلى وضع قانون لأسلوب العيش، فبدلاً من أن يقول للمواطنين "يمنع فعل وهذا وذاك" وضع قاعدة بسيطة "كن جيداً" أو Be Good.
لكن صديق داني طرح مشكلة، كيف ستفرض هذه القاعدة على الناس؟ وفعل ذلك عملياً بوخز داني في صدره، طلب داني ألا يفعل ذلك فقال له صديقه "ما الذي يمكنك أن تفعله؟!" ووخزه مرة ثانية، النقطة هنا كيف يمكن التعامل مع من يخالف القاعدة؟ أعني قاعدة "كن جيداً" وليس القاعدة!
سافر داني إلى أريزونا في أمريكا ليلتقي بجو أربيو عمدة بلدة في أريزونا، جو يؤمن بالتشديد على المجرمين إلى أقصد حد لكي لا يعودوا إلى السجن مرة اخرى، فهو مثلاً يجبرهم على لبس ملابس داخلية وردية! الطعام رديئ رخيص ومحصور بوجبتين في اليوم، السجناء يعيشون في خيم غير مكيفة والجو حار جداً في أريزونا وقد تصل الحرارة إلى مستوى خطير حتى في الظل.
كل وسائل الترفيه ممنوعة، التلفاز محصور بقنوات تعليمية، التدخين ممنوع، القهوة ممنوعة! والمجلات النسائية - يجب منع المجلات النسائية حول العالم! - الأفلام محصورة بأفلام لا عنف فيها، أفلام عائلية! هناك حصص مكثفة للإنجليزية للسجناء الذين لا يتكلمونها.
جو يرى أن السجن يجب أن يكون قاسياً ويعاقب لأن هناك سجوناً حول العالم تقدم حياة أفضل للسجناء من تلك التي يعيشونها خارج السجن، لذلك بعضهم يرتكب الجرائم لكي يعود إلى الحبس!
ثم عرض جو فرقة من السجينات المربوطات بسلاسل، وهي كم يقول جو الفرقة الوحيدة في العالم، عقاب أظنه لا إنساني أكثر من اللازم، مع ذلك قالت إحدى السجينات أنها عادت ثلاث مرات لهذه الفرقة، "لماذا؟" سأل داني "الغباء!" أجابت السجينة ... هذه سجينة صريحة، ليت بوش يأخذ بعض من صراحتها وعقلها.
أريزونا هي إحدى الولايات التي أبقت تطبيق عقوبة الإعدام، وهذه قضية عالمية إذ تنادي هيئات عالمية بإلغاء عقوبة الإعدام لأنها غير إنساني وليس من حق الإنسان أن يقرر مصير حياة إنسان آخر.
شخصياً أرى أن هذا الكلام هراء، من أعطى الحق للمجرم بأن ينهي حياة الضحية؟ القاتل يقتل، هذا أمر صعب وقاسي على القاتل وعلى مطبق حكم الإعدام، لكن دعونا لا ننسى القسوة التي وقعت على الضحية أيضاً.
دخل داني إلى سجن مخصص لأخطر المجرمين وكثير منهم ينتظر دوره على كرسي الإعدام، ألبسوه بدلة حماية ونظارة حماية لأن بعض السجناء يصنعون أسلحة صغيرة وخطيرة! ثم زار غرف الإعدام، هناك غرفة إعدام بالغاز وأخرى بالحقن.
قرر داني ألا تكون هناك عقوبة إعدام في مملكته، وبدأ يشعر بأن الأمر جدي، إدارة الدول ليس أمراً سهلاً.
بقيت حلقتان.
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.