مع انشغال داني بإنشاء مملكته نسي أن هناك فواتير عليه دفعها، بحث في منزله عن أي شيء يبيعه فلم يجد إلا ألعاباً وأشياء لن تسدد حتى ربع فاتورة، فقرر أن يلتقي برجل اقتصادي يساعده على رفع مستوى دخل المملكة.
خبير الاقتصاد يقول بأن ثروات الدول لا تقاس بحجم الذهب التي تحتفظ به في خزائنها بل بحجم الإنتاجية والعمل الذي يمكن للشعب أن يقدمه، اقترح على داني أن يجعل تطوير البرامج وسيلة لكسب الدخل - فكرة جيدة بالمناسبة - أو أن يفرض ضرائب على مواطنيه وهذه لم تعجب داني أو أن يجعل دولته جنة للضرائب.
سافر داني إلى موناكو، إحدى أصغر وأغنى الدول في العالم، والتقى بوزير المالية، وفهم منه أن الدويلة غنية بسبب الاستثمارات الأجنبية، وموناكو لا تفرض ضرائب على الأفراد لكنها تفرضها على الشركات، لكن هناك استثناء على السياح الفرنسيين والأمريكين، فموناكو تفرض عليهم الضرائب، فكرة رائعة! لتفرض الدول العربية ضرائب على الأمريكان.
حاول داني الحصو على مساعدات مالية من حكومة بريطانيا، لكن تبين له من خلال حوار قصير مع المسؤول عن توزيع المساعدات أن دولته من أغنى الدول في العالم!
بحث داني في الشبكة ووجد معلومة عن شخص يسمي نفسه الأمير لازروس، هذا الأمير يبني دولته أيضاً ويسميها نيو يوتوبيا، وهي في مكان ما في البحر الكاريبي حيث يريد بناء منصة على سلسلة جبلية بحرية ويكون عليها دولة، وإذا أردت أن تصبح مواطناً هناك عليك دفع 25 ألف دولار، سأتحدث عن هذا المشروع في موضوع منفصل فقصته فيها تفاصيل تستحق الانتباه.
ألتقى داني برجل يمثل نيو يوتوبيا في بريطانيا واطلع معه على الرسومات التي تبين ما يفترض أن يحدث، رسومات رائعة، لكن المشروع لا زال حتى الآن في مرحلة الرسومات بل وهناك شك كبير بأن يكون الأمر كله وسيلة لالتهام أموال الناس.
ثم التقى بخبير مالي أخبره أن كل الدول لديها ديون، المشكلة ليس في الديون لكن في حجمها، هذا أقنع داني بأن يصنع لوحة يفتخر فيها بأنه صاحب دولة حقيقية، دولة ذات ديون!
فكرة مجنونة أخرى ظهرت، لماذا لا يطبع عملته الخاصة؟ لكن قيمتها تعتمد على الوقت، داني وكل الشعب لديهم وقت، والوقت له قيمة، سمى العملة IOU، أو I Owe you، وتعني أنا مدين لك، اسم ذكي!
التقى داني بخبير اقتصادي هو روبرت مانديل الحاصل على نوبل في الاقتصاد ومطور فكرة عملة اليورو، روبرت يرى أن كثرة العملات في العالم تسبب مشاكل للاقتصاد العالمي ويرى أن العالم بحاجة إلى عملة واحدة فقط، ويقول أن عملات دول الجزر في بحر الكاريبي أو في المحيط الهادئ ليس لها قيمة، مع ذلك قرر داني طباعة عملته، وجربها واستطاع شراء ما يريد! كيف يمكن لأي شخص أن يقتنع بهذه العملة التي لا يعرفها ولا يعترف بها أحد!
بقي الآن الاعتراف الدولي الرسمي بدولته، جرب داني جوازه الخاص للسفر لكن لم ينجح في فعل ذلك فاستخدم جوازه البريطاني، ذهب إلى بروكسل إلى مكتب الأمم المتحدة ليعرف ما تحتاجه أي دولة لكي يعترف بها.
كتب داني رسالة للأمم المتحدة، ثم جرب أن يشارك في مسابقة أوروبا للأغاني ولم ينجح لأنه لا يمثل دولة معترف بها، لكن وصلت رسالة إيجابية من الأمم المتحدة، فقد دعي من قبلهم لمناقشة الاعتراف الرسمي بدولته.
قبل الذهاب إلى الأمم المتحدة، عرض رجل ما على داني اسئتجار ساحة عامة في غرب لندن لكي يجتمع مع مواطني دولته ويعلن لهم أن الأمم المتحدة اعترفت بدولته رسمياً.
سافر إلى نيويورك ليلتقي بالمسؤول هناك، هنا بدأ داني يتصرف بشكل جدي، فهو يعني بالفعل أنه يريد إنشاء دولته، شخصياً بدأت هنا أسأل نفسي: هل يعقل هذا؟ من ناحية قانونية دولة داني لا يمكن أبداً أن يعترف بها لسبب بسيط، هو أن شقته لا تعتبر مكاناً يملكه داني فهي مبنية على أرض تتبع حكومة بريطانيا.
مسؤول الأمم المتحدة كان واضحاً، لا أرض لا دولة، وفكرة الدولة الافتراضية على الشبكة قد تقبل في حالة واحدة وهي أن تختفي دولة ما من هذه الدول الجزر في المحيط الهادئ بسبب ارتفاع مياه البحر، فيمكن للحكومة تشكيل دولة افتراضية على الشبكة، عندها سيعاد التفكير في جدية الدول الافتراضية.
داني أصيب بخيبة أمل لأن دولته لم يعترف بها، في الحقيقة أنا أستغربت من خيبة أمله لأنني أرى الأمر مزحة جميلة، فكرة مسلية لكن لا يمكن أبداً أن تكون جدية، ورفض الفكرة أمر متوقع، في الحقيقة لو قبلت الفكرة ستكون مفاجأة مدوية.
عاد داني لبريطانيا، وقرر أن يذهب إلى الاجتماع مع مواطني دولته، لبس بدلته الملكية الأنيقة وجاء بسيارة مرسيدس إلى الساحة ورحب به المواطنون، وألقى كلمة لهم، وأخبرهم أن اسم الدول هو كما هم اختاروا: Kingdom of Lovely!!
بقي حلقة واحدة أضع فيها روابط مختلفة لهذه الدولة العجيبة.
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.