22 يوليو 2010

هذه المدونة انتهى دورها

منذ أن توقفت عن الكتابة فيها وأنا أريد العودة للكتابة، لكن يبدو أنني لن أعود لذلك أوقف هذه المدونة، تذكر أنها بدأت فكاهية ولم أكن أنوي أن تستمر طويلاً، هذا كل شيء.

09 أكتوبر 2009

عائلة من الدراجين

هذه مشاركة من الأخ مساعد من مدونة نصف كوب.

نعتقد أحياناً بأن قمة المخاطرة أن تسافر بدراجة إلى خارج بلدك أو تخرج أبنائك من المدرسة لتقوم شخصياً بتعليمهم أو تزور دولاً لا يمكن أن تتفاهم مع سكانها سوى بلغة الإشارة, و لكن ماذا لو فعلت كل هذا؟

عائلة أمريكية عادية من أب و أم و ولدين قررت القيام برحلة مجنونة من خلال ملاحقة هدفهم الحالم في تعليم أطفالهم بطريقة مختلفة و قضاء أكبر وقت ممكن معهم برحلة ممتعة. كانت رحلتهم ببساطة ركوب الدراجات هوائية من شمال قارة أمريكا الشمالية (ألاسكا) إلى جنوب قارة أمريكا الجنوبية (الأرجنتين) و إن تم ذلك سيدخل دافي و داريل ولديهما إلى موسوعة غينيس كأصغر من قطع هذه المنطقة بواسطة دراجة هوائية!

كان جون ونانسي يعملان في مهنة التدريس لمدة 20 سنة تقريباً لكل منهم، لذلك فهم يؤمنان بأنه لو كان هناك شيء واحد يعرفانه حول التعليم فهو إن الأطفال يملكون فطرة الفضول للتعلم كي يفهموا العالم من حولهم. مثال: ألم تروا مرة طفل يحاول أن يحفر في التراب كي يخرج دودة ثم يستمتع بمشاهدتها و هي تزحف؟ ثم تراه يقفز بسرور و هو يشرح لك كيف أخرجها و ها هي تزحف أمامكم جمهورنا الكريم. يعتقد جون و نانسي بأن الناظم التعليمي الأمريكي يقتل هذا الفضول وما فعلوه هو تفعيل وربط العلم بالواقع من خلال زيارة المتاحف والمناطق الأثرية والعلمية ناهيك عن الإختلاط ورؤية ثقافة الشعوب فاستمر الأولاد في الحفاظ على متعة التعلم الحر.

إنهم يؤمنان بأن الطبيعة و العالم سيكون أفضل معلم حتى أفضل من خبرتها التعليمية التي تقارب ال41 سنة - مجتمعة - فالحيوانات البرية ستكون أمامهم في الرحلة وتغير درجات الحرارة و وتبريد الهواء لأطرافهم وربط كل تلك الظواهر العلمية مع بعض، لا يعني ذلك أبداً بأنهم اعتمدوا كلياً على الطبيعة والتعلم من الثقافات، بل أحظروا بعض كتب المواد الأساسية كالرياضيات وصاروا يدرسونهم في الفنادق التي يسكنونها في الطريق أو حتى في الخيام التي ينصبونها في الرحلة.

نصائح عامه يسديها لكم جون و نانسي لمن ينوي بالقيام بشيء مشابه:
  • تأكد من إنك تقرر بأن لا تأكل من مطاعم الوجبات السريعة و يكون هذا القرار واضح للعائلة عندها لن يطلبوا منك الوقوف عند كل ماكدونالدز يرونه. تذكر بانك تحتاج جهد كبير و تغذية جسمك ليقوم بهذا الجهد لن يكون عن طريق الوجبات السريعة!
  • احرص أن تشرح خطة كل يوم لعائلتك بشكل واضح كي يكون التطبيق سهل على الجميع. تذكر أن تستغل أوقات الفجر لما تتمتع به من جو رائع.
  • لا تمشي لمسافات طويلة دون توقف. يجب أن تحرص على عمل نشاط مختلف خلال الطريق كتسلق هضبة معينة أو رؤية منظر طبيعي.
  • شعرت بالملل؟ لا يهم أين تكون فلربما تدخل إلى صحراء في طريقك. لا تعتذر لأطفالك و تبرر لهم المكان السيء الذي أنتم فيه الآن على العكس إصنع أنت الحدث من ذلك إنظر إلى النباتات المتفرقة هنا و هناك و إشرح لهم كيف استطاعت أن تتحمل تلك قسوة الحياة في هذه الصحراء.
  • لا يوجد شيء إسمه نجاح صغير، كل النجاحات كبيرة، ابحث عن أي فرصة كي تحتفل مع أسرتك حتى لو كانت عبارة عن قطع مسافات قصيرة.
لا يعني الحديث عن روعة المغامرة بأنها خلت من العواقب فكم من عجلة احتاجة إلى تبديل و تصليح و كم مرة احتاجوا دفع الدراجات لمسافات طويلة و تم ملاحقتهم من قبل دب أو غرق خيمتهم بالمياه أو مرض أحد أفراد العائلة، ككل شيء آخر أو ككل رحلة أخرى تكلفة رحلتهم هذه لن تتشابه مع أي رحلة تنوي أن تقوم بها لأنك بالأخير المتحكم الأول بالتكلفة يكفي مثلا أن تعلم أن طعامهم كان يعتمد على الطبخ الذاتي و إمتنعوا تقريبا من الطعام من أي مطعم باستثناء القليل جدا.

رغم إنهم مروا على بلاد مختلفة و عرف عنها المخاطر إلا إن الناس غالباً طيبون كمعظم شعوب العالم - حسب قولهم - لكن كان الخطر من الطرق و الخوف على الصحة أحياناً. صادفتهم أماكن غريبة في رحلاتهم و نال منها أماكن نومهم نصيب الأسد التي تنوعت في غرابتها من النوم في منزل عامل منجم ميت إلى النوم لدى أصدقاء لهم سمعوا عنهم و أصروا على أن يقيموا عندهم ثم الإقامة في خيمة متنقلة أو السبات في فندق رخيص التكلفة.

مع كل تلك الرحلات و المواقف الغريبة يصر جون و نانسي بأنهم لم يقابلوا شخص سيء واحد خلال كل الرحلة رغم كل ما يقال عن إن الناس خطرين إلا إن هذا لم يحصل فيذكرون مرة غادرة سفينة نقل لتنقلهم من مكان إلى آخر لأنهم تأخروا بعض الدقائق و الجو كان ممطر بشدة ولا توجد أرض تصلح لنصب الخيام كما إن أقرب فندق يبعد عشرة أميال بالإضافة إلى إنه غالي السعر و الليل قد خيم, فجأة جاءت حتى وقفت سيارة فيها رجل و إمرأة و قالوا للعائلة بأنهم لن يجدوا مكان ليباتوا فيه الليلة و أفضل حل هو أن يباتوا عندهم الليلة, و دون حتى السؤال عن أسمائهم باتوا عندهم و قد ترك الرجل و المرأة البيت لهم للذهاب إلى العمل لساعات و قد أعطوهم كل تلك الثقة بوضع غرباء في منزلهم. هذا موقف ناهيك عن الناس التي كانت توزع عليهم الطماطم أو البرتقال في طريقهم أو حتى تعطهم ماء أو بيبسي و هم في الطريق في يوم حار. كل تلك المواقف كانت دروس تعليمية مؤثرة لأطفالهم الذين لطالما رددوا عندما نكبر سنفعل نفس الشيء للغرباء!

شخصياً أحب الدراجات الهوائية و لدي دراجة في سيارتي على الدوام كي أمارس بها الرياضة و التمتع بالمناظر فعندما تمتطي دراجة هوائية أنت تستمتع بالمناظر و الأماكن الجديدة عليك حتى بدون جهد كبير يبذل و هذا ما لا يحدث مع كثير من الرياضات الهوائية الأخرى. ما قامت به العائلة خطوة جريئة و ممتعة للغاية خاصة إن كان الروتين قد قتل حياتهم اليومية و رغم أن كثير من القراء سيستبعد إمكانية عمل نفس الشيء في أوطاننا الحارة إلا إن هناك بالفعل من فعل شيء مشابه بإستخدام الدراجة النارية فأعرف شخصياً من سافر بها من الكويت إلى لبنان و هناك ثلاث أشخاص من الكويت زاروا بها 120 دولة حول العالم و الإرادة لا يقف أمامها الطقس.

يمكن زيارة موقع الأسرة وإضافتهم لديك في الفيس بوك و يمكنك أيضاً أن تتبرع لهم إن شئت.

05 أكتوبر 2009

هايتي وتاهيتي

تصور أنني لم أعرف الفرق بين هايتي وتاهيتي إلا مؤخراً! منذ وقت طويل كنت أظنهما بلداً واحداً في البداية لكن بعد ذلك ظننت أن إحداهما دولة إفريقي والأخرى دولة في البحر الكاريبي وقد كنت على صواب في معلومة واحدة لكن علاج الجهل لا يكون بالتخمين بل بالقراءة ومعرفة الحقائق.

ما يجمع بين هايتي وتاهيتي هي الاستعمار وفرنسا، كذلك البحر وثقافة مميزة مختلفة عما نعرفه وما اعتدنا عليه، والأهم من ذلك شعب مضياف، هذه نظرة سريعة على البلدين.

هايتي
قبل أن يبدأ المستشكف الإسباني كرستوفر كولومبس رحلاته الاسكتشافية كانت جزيرة هسبانيولا مملكة يحكمها ملك من شعب يسمى تينو (Taino)، الجزيرة تقع في البحر الكاريبي جنوب شرق كوبا ومناخها استوائي وتتعرض للعواصف والأعاصير الموسمية وهي جزيرة جبلية.

جاء الإسبان كمستكشفين في أول الأمر لكنهم تحولوا إلى غزاة ومارسوا وحشيتهم ضد السكان الأصليين الذين انخفضت أعدادهم بشكل كبير بسبب القتل والتشريد والأمراض التي جلبها الإسبان معهم كالجدري الذي لا يملك السكان الأصليون مقاومة ضده، بعد ذلك جلب الإسبان العبيد من إفريقيا وبعض هؤلاء العبيد كانوا مسلمين وكانت هذه بداية الإسلام في هايتي، اليوم هناك أقلية مسلمة في هذا البلد تتركز في العاصمة بورت أو برنس.

بعد الاحتلال الإسباني جاء الفرنسي وقد اعترفت إسبانيا بهذا الاحتلال وأخذت فرنسا الثلث الغربي من جزيرة هسبانيولا والتي أصبحت بعد ذلك جمهورية هايتي، في ظل الاحتلال الفرنسي كانت هايتي إحدى أغنى المستعمرات الفرنسية في البحر الكاريبي وكذلك إحدى أشد المستعمرات قسوة على العبيد.

ثار السود على الفرنسين وبعد أحداث مختلفة حصلت هايتي على استقلالها في عام 1804 وكانت أول بلد تتحرر من الاستعمار الغربي وما يميزها أنها ثورة قادها السود الأفارقة وبالتالي هي أول جمهورية يقودها السود من الأصول الأفريقية.

لكن الاستقلال لم يدم طويلاً فتدخلات دول أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا وأمريكا أدى إلى صراعات وانقلابات واضطراب سياسي منذ ذلك الوقت وحتى اليوم وهذا ما جعلها إحدى أفقر الدول في أمريكا.

تاهيتي
تختلف تاهيتي عن هايتي بكونها تابعة لفرنسا فهي جزء من جزر بولينيزيا الفرنسية التي تقع في المحيط الهادئ والمكونة من مجموعة جزر أشهرها وأكبرها تاهيتي ويسكنها ما يقرب من 69% من سكان بولينيزيا الفرنسية، الجزيرة مكونة من جزئين دائريين يصل بينهما ممر قصير وتحوي جبالاً بركانية.

تعتمد تاهيتي بشكل كبير على السياحة وهي المصدر الأساسي للدخل في هذه الجزيرة وهذا ما جعلها محطة سياحية يقصدها كثير من الناس من كل أنحاء العالم.

التاريخ يتكرر مع تاهيتي فقد كانت مجتمعاً له ثقافة ولغة مختلفة ومميزة، جاء المستكشفون من أوروبا ثم تحولوا إلى غزاة وجلبوا معهم أمراض حضارتهم مثل الحصبة والإدمان على الكحوليات والبغاء والأمراض الجنسية، هذا أدى إلى انخفاض عدد سكان الجزيرة ثم اختلاط أعراقهم بالأوروبيين والصينيين.

اليوم يتحدث سكان تاهيتي الفرنسية ولغتهم المحلية التاهيتية ويملكون معظم الحقوق السياسية للمواطنين الفرنسيين ولهم عملة خاصة وبرلمان منفصل ويديرون شؤونهم بأنفسهم، فرنسا تقدم المساعدات المالية وتتحكم بالتعليم والأمن.

بعض السياسيين في بولينيزيا الفرنسية يطالبون باستقلال جزيرتهم عن فرنسا ويؤيدهم فقط 20% من سكان الجزر، أظن أن سبب عدم وجود أكثرية تطالب بالاستقلال هو استقرار المنطقة حالياً منذ الحرب العالمية الثانية وارتفاع مستوى الدخل وإمكانية إدارة أغلب شؤونهم بدون تدخل مباشر من فرنسا، الوضع بالنسبة لهم آمن ومستقر فلماذا التغيير؟

20 يوليو 2009

عام في التيبت

عام في التيبت هي سلسلة حلقات وثائقية عن الحياة في التيبت، فريق التصوير من بي بي سي حصل على فرصة نادرة للبقاء عاماً في التيبت وتصوير حياة الناس اليومية، الأفلام الوثائقية الأخرى حول المنطقة لا تحظى بنفس الفرصة وغالباً ما تركز على الجانب السياسي، عام في التيبت يركز أكثر على الجانب الاجتماعي ويوضح تأثير الاقتصاد والسياسة على حياة الناس اليومية.

السلسلة صورت في مدينة غيانتسي ثالث أكبر مدن التيبت، وهي تنقسم لقسمين، القديم الذي يسكنه أغلبية من السكان الأصليين وهو قسم فقير، والقسم الجديد يسكنه أغلبية صينية وهو أكثر حداثة وأكثر غناً، في غيانتسي هناك دير بيلكور.

قبل أن تصل البوذية إلى التيبت كان دين الناس هو الشامانية، وهو عالم الأرواح والأسرار التي لا يصل لها ولا يفك حجبها إلا رجل يسمى "شامان" ولا زال تأثير هذا الدين وطقوسه واضح في حياة سكان التيبت.

عام في التيبت يحكي قصة أناس مختلفين، زيفون أصغر راهب في دير بيل كور إذ يبلغ من العمر 12 عاماً وهو من عائلة تملك أرضاً زراعية وتفخر بأن ابنها التحق بالدير، لكن بقاءه غير مضمون بسبب خلاف بينه وبين معلمه، أحد المسؤولين في المعبد هو زوتريم وعليه تقع مسؤولية تنظيم مناسبة خاصة ونادرة وهي زيارة البنشن لاما للمعبد، آخر مرة زار فيها البنشن لاما للتبيت كانت قبل ما يزيد عن 12 عاماً.

زدن الساحر أو ما يسمى شامان وهو الذي يعالج الناس بالطرق التقليدية ويؤدي الطقوس التي تبعد الأرواح الشريرة والحظ العثر، وهو يقرر ما إذا كان زواج يربط عائلتين سينجح أم لا.

هناك قصة عائلتين يعدان للزواج، البنت التي ستصبح عروساً لا تدري بمن ستتزوج ولا تدري أنها ستتزوج حتى آخر دقيقة قبل الزواج مباشرة وقبل خروجها من منزلها لمنزل زوجها، أما الزوج فهو شاب مراهق مجبر على الزواج وليس له أي حرية في أن يقول "لا" وأخوه الصغير سيصبح أيضاً زوجاً ثانياً لنفس المرأة عندما يكبر!

يمكن للمرأة أن تتزوج بأكثر من رجل في التيبت، وفي السلسلة هناك عدة نساء تحدثن عن تجاربهن وكيف أنهن رفضن الأمر في البداية لكنهن قبلن بالواقع في النهاية، المرأة تتزوج من أسرة واحدة، بمعنى آخر قد يكون لها أكثر من زوج لكنهم كلهم أخوة، هذا النظام يضمن بقاء الأراضي الزراعية مملوكة لأسرة واحدة.

قصة أخرى عن امرأة حامل في شهرها الثامن، سبق لها أن أنجبت أربعة أبناء وقد مات أحدهم، تعاني من فقر الدم وقد شربت البيرة ومن المفترض أن الحامل لا تشرب المسكرات أثناء الحمل، وضعت جنينها في منزل أسرتها وقد كان بصحة جيدة لكنها تعاني من أوجاع مختلفة والرعاية الصحية المتوفرة ليست كافية، والثقافة السائدة في قرى التبيت تفضل الأسلوب التقليدي في العلاج.

لكبا شاب يعيش في القسم القديم من مدينة غيانتسي، مات أبوه منذ سنوات وتحملت الأم مصاعب تربية أبنائها حتى كبروا، أسرة لكبا لا تملك أرضاً زراعية لذلك يعانون من فقر دائم وهذا ما يضطره للقبول بأي عمل، فهو يعمل في دراجة ركشو لكن الشرطة لا تسمح له بالعمل بها في الشارع العام، في أوقات أخرى يعمل لكبا في تجديد طلاء المنازل.

أصغر أفراد أسرة لكبا هو أوزا، الطفل الصغير الذي يعاني من مرض ما في القلب واشتد عليه المرض في الشتاء، وشتاء التبيت بارد وجاف وصعب على الصغار وارتفاع التبيت يعني أن الأكسجين المتوفر في الهواء هو نصف ما هو متوفر على ارتفاع مستوى البحر، لو كان علي اختيار قصة واحدة مؤثرة في هذه السلسلة ستكون قصة أوزا.

لكبا وعائلته مستعدون لأسوأ الاحتمالات، حالة أوزا صعبة والدواء له تأثير مؤقت، الحل الوحيد هو عملية في القلب وهي تكلف ما يقرب من 11500 دولار، مبلغ خيالي لأسرة فقيرة، حتى الأسرة التي تكسب دخلاً متوسطاً لن تتمكن من دفع هذا المبلغ، فما تكسبه يقرب من 500 دولار في العام.

لكبا غاضب لأنه لم يستطع الحصول على علاج مجاني لابن أخيه ويقول أنه لو باع نفسه وأسرته فلن يستطيع الحصول على مبلغ يكفي لتغطية تكاليف علاج أوزا، لكن أوزا تجاوز الأزمة وعاد للمنزل ولكبا استطاع شراء دراجة نارية بثلاث عجلات تستطيع نقل 6 أشخاص ونقل البضائع وبدأ صفحة جديدة قد يستطيع فيها تجاوز الفقر.

جينزانغ مالك فندق صغير يحاول أن يجذب الزبائن لفندقه، كان محظوظاً عندما زار البنشن لاما غيانتسي فقد حجزت كل الغرف ومطعم الفندق مزدحم بالسياح، لكن حياته اليومية لا بد أن يتخللها شيء من الخلاف مع السلطات، جينزانغ يفضل السياح الأجانب لأنهم كما يقول أكثر تأدباً من الصينيين ولا يثيرون المشاكل.

هذا ملخص قصير عن محتويات سلسلة عام في التيبت، أنصح بشراءها ومشاهدتها.

11 مايو 2009

شاهد العالم في حاسوبك

طريقة جديدة لقضاء وقت أكبر أمام الحاسوب - كأننا بحاجة لمزيد من هذه الطرق! - شاهد العالم من خلال كاميرات الويب المنتشرة في مختلف البلدان، شاهد مثلاً لقطات من مدن اليابان أو من روسيا أو فنلندا، تابع هذه الكاميرات لدقائق قليلة وستجد السيارات تتحرك، الناس يمشون، هناك من يحدق في الكاميرا ويلقي التحية!

قد تدمن متابعة هذه الكاميرات لذلك عليك أن تنتبه، لا تحدق في العالم وتنسى أن تعيش حياتك، وعلي أن أنبه هنا إلى أن بعض مواقع كاميرات الويب تحوي ما لا يليق بنا، بعضها فقط، أكتفي بثلاثة مواقع يمكنها أن تضيع من حياتك ساعات كل يوم، أليس هذا رائعاً؟!

بين أسبوع وآخر أبحث في هذه المواقع وأحاول أن أفعل هذا مرة في الصباح ومرة في الليل، اختلاف التوقيت يجعل بعض الكاميرات لا تعرض إلا السواد وهذا يعني الليل قد حل في المكان الذي تصوره الكاميرا، لذلك يمكنك أن تعود في وقت آخر لترى صورة أوضح.

هذه بعض الكاميرات التي تعجبني:
بالطبع لا بديل عن السفر ومشاهدة الأماكن بنفسك.

29 أبريل 2009

قوة المجتمع: كيف استطاعت كوبا تجاوز أزمة النفط.

 ملاحظة: هذا ملخص قرص DVD لفيلم وثائقي بعنوان The Power of Community – How Cuba Survived Peak Oil، ستجد عدداً من الروابط في آخر الموضوع متعلقة بالفيلم ومنتجيه.

***

انهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينات تسبب في انهيار اقتصادي لكوبا، كانت كوبا تعتمد على معونات من الاتحاد السوفيتي وقد انقطعت هذه المساعدات أو انخفضت بشكل كبير مع انهيار الاتحاد السوفيتي، النفط كان أحد هذه المصادر التي أصبحت شحيحة في كوبا.

النتيجة هي توقف السيارات والحافلات وورش العمل والمصانع وانقطع الكهرباء لستة عشر ساعة في اليوم، خسرت كوبا 80% من صادراتها ووارداتها، وأصبح الطعام بالكاد يكفي لإطعام الناس، ولذلك بدأ الناس هناك في زراعة أي أرض يمكنهم استغلالها، إن لم يفعلوا سيواجهون الجوع.

خلال عقد من الأزمة الاقتصادية اتخذت كوبا حلولاً كثيرة للنهوض وتحسين مستوى المعيشة، كوبا نموذج للدولة التي واجهت أزمة النفط وهي الأزمة التي ستواجه الجميع عاجلاً أو آجلاً، كوبا كانت مثالاً عملياً لما يمكن فعله تجاه أزمة النفط، يمكن للعالم أن يتعلم من كوبا ليواجه الأزمة القادمة قبل حدوثها فعلياً.

هناك أبجاث كثيرة حول إنتاج النفط ومتى سيتوقف هذا الإنتاج وكم هي المصادر المتوفرة اليوم، وهناك خلاف كبير حول هذه الحقائق وكيف يمكن فهمها، ما يمكن أن نتفق عليه هو أن النفط لن يبقى للأبد فهو مصدر غير متجدد والعالم اليوم يسرع من وتيرة استهلاك النفط، مدن الصين تزدحم بالسيارات بعد ما كان الصينيون يعتمدون على الدراجات الهوائية، الهند أنتجت أرخص سيارة في العالم وإفريقيا بدأت تخرج من أزماتها وبدأ نموها الاقتصادي الذي سيكون كارثة إن كان يتبع النموذج الأمريكي للاستهلاك.

يمكننا أيضاً أن نتفق على تأثير النفط على البيئة وعلى حياتنا التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على توفر الطاقة وتوفر وسائل النقل المعتمدة على النفط، أي أزمة نفط ستوقف هذا النمط من الحياة خلال أسابيع قليلة وإن لم نكن مستعدين فقد تحدث كوارث مختلفة تجتمع في وقت واحد، تخيل توقف المستشفيات ومحطات الطاقة وشح الوقود، أي توقف وسائل النقل المعتمدة على النفط.

أزمة النفط لن تأتي فجأة، سينخفض الإنتاج تدريجياً وسترتفع الأسعار تدريجياً والاستهلاك العالمي سيبقى مرتفعاً ما لم تتغير أساليب حياتنا لتعتمد على مصادر طاقة بديلة، وفوق ذلك عدد السكان في العالم يزداد وهذا يعني مزيد من الضغط على مصادر الطاقة.

في كوبا انخفض النفط المستورد من 13 أو 14 طن سنوياً إلى 4 فقط، كان التغيير كبيراً في أسابيع قليلة، علامات الجوع بدأت تظهر في الأطفال دون سن الخامسة، نساء حوامل يعانين من فقر الدم، مواليد أوزانهم دون الوزن الطبيعي، الفرد الكوبي خسر من وزنه في المتوسط 20 باونداً (9 كيلوجرام تقريباً).

في مناخ كوبا الحار انقطاع الكهرباء يعني عدم القدرة على استخدام الثلاجات، وهذا يعني أن على العائلة أن تطبخ ما لديها وتستهلكه لأنهم لا يستطيعون حفظ أي شيء في الثلاجات.

الماء يجب أن ينقل من خلال رافعات يدوية، المصاعد متعطلة فعليهم استخدام السلالم، وفي هذا الجو الحار والرطب يصعب على المرء أن يكون مرتاحاً في يومه وليلته.

النس عليهم انتظار الحافلات العامة لثلاث أو أربع ساعات، في بعض الأحيان تتوقف السيارات والحافلات لعدم توفر الوقود، وإذا توفر قد تتعطل المركبة وتحتاج لقطع غيار غير متوفرة وحتى لو كانت تعمل فإلى أين ستذهب المركبة وليس هناك عمل يمكن إنجازه بدون وقود؟

الحكومة الكوبية استوردت 1.5 مليون دراجة هوائية وصنعت نصف مليون ووزعتها على الناس، كان على الناس التعود على استخدام الدراجات الهوائية في مجتمع لم يعتد الناس فيه استخدامها.

في 1992م شددت الولايات المتحدة حصارها على كوبا، أي سفينة رست في ميناء كوبا تمنع من الدخول للولايات المتحدة لستة أشهر، خلال فترة وجيزة توقف وصول أغذية وأدوية لكوبا بقيمة 715 مليون دولار، بعد سنوات قليلة شدد الحصار أكثر فمنعت الشركات التي تتعامل مع كوبا من العمل في الولايات المتحدة، ولم تستطع كوبا من الاستفادة من الخدمات المالية ورأس المال المتوفر في السوق العالمية.

العملة الكوبية "البيزو" لم تعد لها قيمة كبيرة، لكن في سنوات الأزمة الاقتصادية خصصت الحكومة الكوبية حصصاً من الطعام لكل مواطن وهي الحد الأدنى من الطعام الذي يجب أن يتناوله أي شخص، هذا جنب كوبا الأزمة لكنها لا زالت في وضع حرج، لا بد أن تعتمد على نفسها لكي تنتج المزيد من الطعام وتغير من أسلوب حياتها.

كل شيء تغير في حياة الكوبيين لكن لم يتأثر شيء مثلما تأثر قطاع الزراعة الذي كان يعتمد كثيراً على الآلات التي تعتمد على طاقة النفط، وقد كانت تعتمد على مبيدات حشرية وأسمدة كيميائية وكلها تعتمد على مشتقات النفط، كوبا كانت الدولة الأولى ضمن الدول اللاتينية في مجال تحويل قطاع الزراعة إلى قطاع تصنيع يعتمد بشكل كبير على الآلات.

لكن هذا التصنيع الزراعي لم يلبي كافة احتياجات كوبا حتى قبل الأزمة الاقتصادية، مع بدأ الأزمة الاقتصادية توقف قطاع الزراعة عن العمل، الوقود لم يعد كافياً لتحريك الآلات الضحمة التي تسقي وتحرث وترش المبيدات.

بدأ الناس في تخصيص أي مكان في المدن لزراعة ما يمكنهم زراعته بدون معرفة مسبقة بالزراعة، كثير من الكوبيين يعملون أطباء ومهندسين لكنهم لا يعرفون شيئاً عن الزراعة، لكن هذا لم يمنعهم من التعلم واكتساب الخبرة، كوبا بدأت في التحول للزراعة العضوية.

تمكنت كوبا من تجنب مجاعة باستغلال المساحات المتوفرة في المدن لزراعة الخضروات والفواكه والأعشاب، كانت الأراضي المتوفرة تعاني من مشاكل عدة كوجود الأحجار أو الأعشاب الضارة أو النفايات، تخلصوا من هذه وبدأوا في الزراعة والتعلم من التجارب والأخطاء.

أثناء الأزمة الاقتصادية جاء فريق من خبراء الزراعة من أستراليا وهؤلاء لديهم فلسفة في الزراعة تسمى Permaculture وهي تقوم على أساس محاكاة الطبيعة وتوفير بيئة تجعل الإنسان يعتمد على نفسه بدلاً من الاعتماد على أنظمة التصنيع، فيكون كل شيء طبيعي فلا تستخدم الآلات الضخمة ولا يعتمد على المبيدات والأسمدة الكيميائية.

في 1993م وبمبلغ لا يزيد عن ألف دولار بدأت أول مدرسة لتعليم هذا النوع من الزراعة للكوبيين، ولم تكن هذه المدرسة تعلم الزراعة فقط بل تعلم أهمية المجتمع أو أهمية العمل الجماعي الذي يعود نفعه لصالح الجميع، فمثلاً لو جاء شخص ما يعاني من مرض ما سيساعدونه وسيحضرون الطبيب المختص لعلاجه، الناس يتعاونون ويهتمون بشؤون بعضهم البعض، الزراعة وتقنياتها ليست مهمة بقدر أهمية العلاقات بين الناس، بالتعاون يمكن فعل الكثير.

تغيرت نظرة الكوبيين للزراعة وأصبح المزارعون من أكثر الناس دخلاً في كوبا، هذا عكس الحال في كثير من الدول الأخرى حيث المزارعون هم الأفقر، في كوبا المزارع لديه طعام فلا يحتاج لشراء الكثير منه ويبيع الطعام الذي يحتاجه كل شخص آخر وهكذا يكون لديهم دخل جيد.

50% من احتياجات الناس في المدن تلبيها مزارع المدن، أما في الريف فتلبي المزارع احتياجات الناس بنسبة 80% إلى 100%، المزارع قريبة من المدن والقرى لذلك لا حاجة لطاقة كبيرة لنقل الخضروات والفواكه وهذا يعني تلويث أقل للبيئة، المزارع لا تبعد كثيراً عن الأسواق والمشترين.

قطاع الزراعة يوفر مزيداً من الوظائف للكوبيين وأصبح أساساً للاقتصاد المحلي، الحاجة للأيدي العاملة أمر طبيعي لأن كل شيء يعتمد على جهود الناس.

قبل الأزمة الاقتصادية في كوبا كانت معاهد الأبحاث تدرس أساليب الزراعة العضوية وغير الملوثة للبيئة، وهذا ما ساعد كوبا على اعتماد هذه الطرق على مستوى البلاد خلال سنوات قليلة.

التربة الزراعية في كوبا كانت ملوثة بالأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية، ومن واقع تجربتهم هذه التربة بحاجة من 3 إلى 5 سنوات لكي تعود طبيعية ومنتجة، ولكي يحدث ذلك لا بد من التعاون مع الطبيعة لكي تعود الأرض كما كانت، وإن عادت الأرض طبيعية سيجد الإنسان نفسه الفائدة، فالخضروات والفواكه التي زرعت بطريقة عضوية لا تحوي مواد كيميائية مضرة بالإنسان، هكذا تتحسن صحة الفرد.

لإعادة الأرض كما كانت استخدم الكوبيون السماد العضوي والمبيدات الحشرية الحيوية، وهي عبارة عن بكتيريا تقضي على الحشرات والآفات الضارة، كما استخدموا الأرض لزراعة أكثر من صنف من النباتات في مكان واحد، بعد فترة من الزمن بدأت كوبا في تصدير السماد العضوي والمبيدات الحيوية لدول أمريكا اللاتينية.

كوبا كانت تستهلك 21 ألف طن من المبيدات الكيميائية، اليوم تستهلك فقط ألف طن، وهذا له نتائج إيجابية على البيئة والتربة والصحة.

الحكومة الكوبية وزعت الأراضي على جمعيات من المزارعين أو تعطيها كملكية خاصة لبعض المزارعين، لا ضرائب على الأرض ولا أي تكاليف أخرى بشرط أن تزرع الأرض وتستغل والشرط الثاني أن تعاد الأرض للحكومة متى ما طلبتها، تذكروا أن كوبا دولة شيوعية، لكن ما يحدث في المزارع هو نوع من النظام الرأسمالي، فالمزارع يرزع ويبيع ويكسب رزقه، لا أحد يجبره على توزيع المحصول أو العائد على الآخرين، وفي كوبا المزارع الخاصة هي الأكثر إنتاجية ثم الجمعيات ثم المزارع التابعة للحكومة، الإحساس بملكية الأرض يجعل الناس يحرصون على الإنتاجية.

بعض المزارعين يتبرعون بجزء من المحصول لمراكز رعاية الكبار أو للنساء الحوامل أو للمدارس ويفعلون ذلك مجاناً لأنهم جزء من المجتمع، التحول من التصنيع الزراعي إلى الزراعة العضوية هو تحول كامل في المجتمع الكوبي، الناس أكثر ترابطاً وتعاوناً.

مع انخفاض واردات النفط توقفت الحافلات التي كانت الوسيلة الأساسية للطلاب، لذلك اعتمد نظام غير مركزي للتعليم يوزع مراكز التعليم المدرسية والجامعية في أنحاء البلاد، بدلاً من أن يذهب الطلاب للمدرسة تذهب المدرسة لهم وتكون قريبة من قراهم ومنازلهم بحيث لا يحتاجون لأي وسيلة نقل للوصول لها.

كوبا كانت تملك 3 جامعات الآن 50 جامعة 7 منها في هافانا، الجامعات والمدارس الطبية وزعت على أنحاء البلاد، وأثناء الأزمة الاقتصادية أبقت كوبا التعليم والرعاية الصحية لكل مواطنيها مجاناً ولا زالت تفعل.

الأطباء والممرضون وموظفو الخدمة الاجتماعية يعيشون في القرى والمدن ويمارسون عملهم جزء من المجتمع، واستطاعت كوبا في الأزمة الاقتصادية أن تحافظ على مستوى صحي لمواطنيها أفضل بقليل من المستوى الصحي للمواطن الأمريكي، عدد وفيات المواليد في كوبا هو 6.3 لكل ألف مولود وفي أمريكا 6.5، متوسط عمر المواطن الكوبي يصل إلى 77 عاماً وفي أمريكا 77.4، مع ذلك الفرد الكوبي يستهلك من الطاقة ما يعادل 7 براميل من النفط في العام بينما الأمريكي يستهلك 57 برميلاً!

هذا يدل على أننا نستطيع أن نرفع المستوى المعيشي للناس بدون استهلاك كبير للطاقة، المهم هو الرغبة في فعل ذلك والإرادة.

صحة الكوبيين تتحسن لأنهم الآن يمارسون المشي وركوب الدراجات الهوائية أكثر من قبل، هذا يعني انخفاض مستوى أمراض السكري وضغط الدم وأمراض القلب، وما يأكلونه تغير فهم يعتمدون على الطعام النباتي أكثر وبالتالي يستهلكون دهوناً أقل.

وسائل النقل تغيرت فاضطر الكوبيون لتحويل الشاحنات لحافلات بوضع سقف وكراسي وسلم خلف الشاحنة، وصمموا حافلة يمكنها أن تحمل 300 شخصاً سموها "الجمل" وهي تسمية جميلة حقاً، وفي هافانا والمدن الأخرى السيارات الحكومية يجب أن تتوقف لأي شخص يريد استخدام السيارة، بمعنى آخر سيارة أجرة جماعية، أما القرى والبلدات الصغيرة فقد اعتمدت على الخيول والحمير، واعتمد الناس بشكل عام على الدراجات الهوائية.

ولتقليل مشكلة النقل كان على المدن أن تغير المساحات فتجعل مقر العمل قريباً من المنازل وتوفر مساحات للتسوق وللأنشطة الثقافية قريبة من المناطق السكنية بحيث يمكن لأي مواطن أن يمشي أو يستخدم الدراجة الهوائية لإنجاز أعماله اليومية وهذا ما يجعل المجتمع حياً ومتواصلاً أكثر.

أعتمدت كوبا على مصادر بديلة للطاقة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، الأولوية للمستشفيات والعيادات والمدارس، واستخدموا السخانات الشمسية، أما محطات الطاقة فتحولت للاستخدام الوقود الحيوي الذي يعتمد على قصب السكر.

المشكلة في العالم ليست في مصادر الطاقة بل في العقليات وأسلوب التفكير، النفط الذي احتاج آلاف السنين ليتحول إلى ما هو عليه اليوم استهلكنا معظمه في قرن واحد وهذا لا بد أن يكون له أثر سلبي، نحن بحاجة كمجتمع عالمي لإعادة التفكير في أسلوب حياتنا وإعادة التفكير في ما هو مهم حقاً وما هو غير ضروري، ما هو مهم هو مستوى المعيشة وسعادة الإنسان وهذا يمكن تحقيقه بدون أن يستهلك الإنسان طاقة كبيرة وبدون أن يحتاج لامتلاك الكثير.

وهذا هو التحدي الكبير، تغيير أسلوب التفكير.

روابط:

04 ديسمبر 2008

قصر الملح


من كان يظن أن المناجم يمكن أن تكون أماكن جميلة؟ في بولندا هناك منجم للملح بدأ حفره في القرن الثالث عشر الميلادي واستمر العمل فيه إلى العام الماضي، لكنه الآن أصبح مزاراً سياحياً.

عمق المنجم يصل إلى 300 متر، نعم ليس بمقدار عمق منجم جنوب إفريقيا، لكن طوله يصل إلى 300 كيلومتر ومن هذه الكيلومترات هناك 3.5 كيلومتر مخصصة للسياح، تحوي هذه المسافة على قاعات كل شيء فيها مشكل من الصخر الملحي! الأرض، السقف، التماثيل واللوحات وحتى الثريات! المنجم يحوي متحفاً عن الملح وبحيرة وكنيسة.

كان بعض عمال المنجم يعملون على هذه القاعات في أوقات راحتهم وبعد سنوات من العمل تشكلت هذه القاعات وأصبحت اليوم موقع تراث عالمي بحسب تصنيف منظمة اليونيسكو.

أترككم مع الصور:

01 ديسمبر 2008

أكبر خريطة يمكنك شراءها

حسناً! ربما ليس أكبر خريطة، لكنها بالفعل خريطة كبيرة وكافية لكي ترى تفاصيل لا يمكن رؤيتها في الخرائط الصغيرة، علقها على جدار غرفتك - إن كانت هناك مساحة كافية لذلك - أو في مكان ما من المنزل، يمكنك أن تمارس لعبة البحث عن البلدان أو تعلم الأطفال أسماء الدول، الجميل في هذه الخريطة أنك تستطيع الكتابة عليها ومسح ما تكتبه.

شخصياً وجدت في معرض إيكيا للأثاث خريطة كبيرة وأفكر جدياً في شراءها.

ملاحظة: رابط هذا المنتج أرسل لي منذ وقت طويل لكنني لم أكتب عنه إلا الآن، أشكر من أرسله لي وليعذرني لأنني لا أتذكره الآن.




ملاحظة 2: عدنا وسنعود لطرح المواضيع كل يومين ... تقريباً!

27 أكتوبر 2008

مجتمعات سكنية مقاومة للمدافع

صورة لعدد من مباني فوجين تولو

في جنوب شرق الصين هناك منطقة تتميز بمساكنها الكبيرة، هذه المساكن هي في الحقيقة مجمعات سكنية تسمى فوجين تولو بنيت بين القرنين الثاني عشر الميلادي والقرن العشرين، وهي مباني مغلقة على شكل دائرة أو مربع ولها جدران سميكة وقد تضم 3 إلى 5 طوابق، وهي في الغالب تحوي بوابة واحدة للخارج تستخدم أبواباً خشبية سميكة ومغطاة بصفيحة معدنية، والطابق العلوي يحوي منافذ للأسلحة تستخدم للدفاع.


المباني تتبع أسلوب "مغلق من الخارج مفتوح من الداخل" فلا يمكن لأي شخص أن يرى شيئاً من الخارج سوى الجدران، وإذا أراد التواصل مع سكان هذه المباني فعليه الدخول من خلال البوابة الوحيدة، في منتصف هذه المباني ساحة مفتوحة وقد تحوي مباني صغيرة مخصصة لدور العبادة أو للمهرجانات وحفلات الزفاف.

جدران فوجين تولو تكون سميكة من الأسفل وتقوم على أساس صخري، وتقل سماكة الجدران كلما ارتفعت، ولا توجد نوافذ إلا في الطابق العلوي، أما الطوابق السفلية فتستخدم كمخازن للأسر، وهناك نظام لصرف مياه الأمطار عن أسس الجدران والسقف كذلك مصمم بحيث يبعد الأمطار عن الجدران، هكذا تحافظ الجدران على صلابتها.

يمكن لهذه المباني أن تضم 80 عائلة، وبعضها يحوي بئر ماء لكل عائلة، أو تكون الآبار متوفرة في منتصف الساحة ومفتوحة للجميع، ما يميز فوجين تولو من الناحية الاجتماعية هي المساواة بين الجميع، فكل الغرف بنفس القياس وتستخدم نفس المواد ونفس الزينة، ولا توجد غرفة خاصة مميزة لشخص معين، كل أسرة تملك قسماً واحداً يضم غرفاً من الطابق السفلي وحتى الطابق العلوي وقد تملك بعض الأسر الكبيرة أكثر من قسم، الغرف الأخرى العامة مثل الحمامات والآبار ومخازن السلاح وغيرها كلها مشتركة بين جميع السكان بلا تمييز.

لعلك خمنت بأن هذه المباني بنيت على أساس أن توفر دفاعات قوية ضد الأعداء، وهذا بالفعل هو هدف هذه المباني، فقد صمدت هذه المباني أمام المدافع ومحاولات كثير من الغزاة فتحها عنوة، من الصعب تسلقها أو الحفر تحت جدرانها ومن الصعب كسر الجدران السميكة المصنوعة من الحجارة والبوابة الوحيدة سميكة كفاية وغير قابلة للاشتعال والطابق العلوي يوفر وسيلة لسكان هذه المباني ليهاجموا على من يحاصرهم بدون أن يتمكن الغزاة من الرد عليهم.

هذا ما تعلمته من خلال قراءة سريعة حول هذه المباني، لم أسمع أو أرى أي شيء عنها من قبل.

ملاحظة: سأتوقف مؤقتاً عن الكتابة في هذه المدونة وفي مدونتي الشخصية أيضاً، مع وعد بالعودة مع مجموعة كبيرة من المواضيع، في الحقيقة لدي أكثر من 20 موضوعاً لكنني لا أريد نشرها بسرعة وبشكل متتابع، العودة ستكون مع الأول من ديسمبر.

20 أكتوبر 2008

أبعد جزيرة في البحر



في جنوب المحيط الهادئ وفي أبعد نقطة عن أي مكان يسكنه الناس تقع جزيرة إيستر، وهي تابعة لجمهورية تشيلي وتبعد عن الجمهورية مسافة 3600 كيلومتر، مساحتها 163 كيلومتر مربع وعدد سكانها وصل في آخر إحصائية إلى 3791 نسمة، هذه الجزيرة تحوي أشياء أكثر أهمية من هذه الأرقام المملة.

تاريخ هذه الجزيرة الصغيرة كان حافلاً في الماضي ولا زال هناك كثير من النقاش والجدل وعدم اليقين حول تاريخ إيستر، لأن التاريخ لم يحفظ بأي شكل فلا توجد نقوش أو كتب أو حتى حكايات إسطورية أو شعبية تعطي فكرة عما حدث في الجزيرة، والأهم من كل هذا هي التماثيل الضخمة الموجودة هناك والتي لا يعرف بالتأكيد سبب نحتها.

من هم أول من سكن هذه الجزيرة؟ وهل كان هناك شعب اختفى وجاء بعده شعب آخر يستوطن الجزيرة الآن؟ ولماذا نحتت هذه التماثيل الضخمة؟ ولماذا معظم التماثيل تنظر إلى داخل الجزيرة وليس إلى البحر؟ أسئلة كثيرة يحاول بعض الباحثين اليوم إيجاد إجوبة لها.

قبل 1200 عاماً جاء أول المستوطنين لهذه الجزيرة من بولينيسيا، لعلك لم تسمع بهذا الاسم من قبل، بولينيسيا هي أكثر من 1000 جزيرة منتشرة في جنوب المحيط الهادئ يسكنها شعب له خصائص وثقافة مشتركة وترجع أصولهم إلى جنوب شرق آسيا، هؤلاء هم أول من سكن جزيرة إيستر قبل 1200 عاماً وطوروا ثقافة مختلفة نظراً لانعزالهم عن العالم وبعدهم عن المناطق المأهولة.

بدأ سكان الجزيرة في استهلاك الموارد الطبيعية للجزيرة بسرعة كبيرة وهي الأشجار على اختلاف أنواعها وقد كانت تغطي معظم الجزيرة، بعض الباحثين يقدرون عدد الأشجار قبل وصول الإنسان إلى 16 مليون شجرة لم يبقى منها شيء عندما وصل الأوروبيون للجزيرة لأول مرة عام 1722م.

لأسباب مجهولة بدأ سكان الجزيرة في نحت تماثيل ضخمة من الصخور البركانية، ويعتقد أن الأشجار استخدمت لنقل هذه التماثيل من مكان نحتها لمكان إقامتها كما استخدمت لإشعال النار ولصنع القوارب والمنازل.


كانت التماثيل تنحت مباشرة في صخور جبل ثم تقطع وتسحب من الجبل ويكملون العمل عليها حتى تصبح بالشكل المطلوب ثم تسحب إلى مكان وضعها، بدأ التنافس بين سكان الجزيرة على صنع هذه التماثيل حتى قضوا على الموارد الطبيعية وبدأت المحاصيل في التناقص وبدأ القتال بينهم على الموارد المتبقية، بدأت كل قبيلة في تحطيم تماثيل القبائل الأخرى، فكان التمثال يدفع ليسقط على وجهه ثم توضع حجارة تحت رقبته لفصل الرأس عن الجسم.

هناك من يقول بأن المنتصرين كانوا يأكلون ضحاياهم لسد جوعهم وفوق ذلك جاء تجار العبيد من أمريكا الجنوبية وأخذوا الأصحاء الأقوياء لبيعهم وبقي الضعفاء وكبار السن وبعد ذلك جاء الأوروبيون ومعهم إرساليات التنصير وهؤلاء دمروا ما كان يمكن أن يجعل العالم يعرف قصة ولغة وثقافة الجزيرة، وهذا حالهم مع وصولهم لأي مكان آخر "يكتشفونه."

والأوربيون جلبوا معهم الأمراض التي لا يملك سكان الجزيرة مقاومة طبيعية لها وهكذا مات ربع سكان الجزيرة بعد وصول المستعمرين، وبعد سنوات من الاستعباد والحروب والترحيل لجزر اخرى وصل عدد السكان إلى 111 نسمة، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم ازداد عددهم حتى وصل اليوم لأكثر من 3000 شخص.

هذا باختصار ما استطعت جمعه من شتات المعلومات التي تمكنت من فهمها، كلما قرأت أكثر ازدادت حيرتي لأن هناك معلومات متضاربة وهناك كثير من التخمينات والنظريات التي تخلط الواقع بالخيال.

على أي حال هناك باحثون يعملون في الجزيرة لجمع شتات المعلومات بكل السبل المتاحة ولا بد أن هؤلاء سيؤكدون بعض الحقائق وينفون غيرها، ما أنا متأكد منه هو أن سر بناء التماثيل سيبقى سراً وشكراً "للمتكتشفين" الذين دمروا ألواحاً كانت مفتاحاً لفهم لغة سكان جزيرة رابا نوي ... هذا هو اسمها الأصلي.

14 أكتوبر 2008

روابط حول الدول المجهرية

 كل الروابط هنا باللغة الإنجليزية، وهناك كما يبدو عدد متزايد من المصادر في الشبكة حول هذا الموضوع.
كلما قرأت أكثر حول الموضوع يزداد استغرابي وتزداد حيرتي وفي بعض الحالات - النادرة -  أجد أن بعض الأفكار تستحق الاهتمام قليلاً لأنها جادة وتسعى لإنجاز شيء، في المستقبل البعيد قد لا تكون فكرة "دولة الإنترنت" غريبة بل قد تصبح واقعاً ... من يدري؟

ما وضعته هنا أكثر من كافي لأن كل رابط سيقودك لروابط أخرى، من المؤسف فعلاً أن الموقع الأهم بالنسبة لي قرر التوقف عن العمل قبل أيام أو ربما ساعات قليلة! لكن هناك أمل بأن يعود لأن الصفحة الرئيسية تقول بأنه سيعود.

12 أكتوبر 2008

الدول المجهرية - 5

القانون الدولي يضع أربع شروط للاعتراف بأي دولة:
  • سكان مقيمون، أي أناس يعيشون على الأرض ومنذ مدة طويلة وليس مجرد مجموعة من المستوطنين.
  • أرض محددة.
  • حكومة.
  • إمكانية الدخول في علاقات مع دول أخرى.
معظم هذه الشروط لا تنطبق على الدول المجهرية ولذلك لا يمكن الاعتراف بأي دولة من هذا النوع، هذا لم يمنع ازدياد اهتمام وسائل الإعلام بهذه المشاريع والأفكار الغريبة، فهناك مقالات نشرت في مختلف الصحف وكتاب طبع - في الحقيقة هناك عدة كتب - بل وحتى قمة عقدت لهذه الدول المجهرية!

ما يراه البعض مشاريع فكاهية أو حتى سخيفة يراه آخرون فرصة لمناقشة مختلف جوانب إدارة الدول وإعادة النظر في كل شيء يتعلق بالسياسة والمجتمع والاقتصاد، فهل يمكن مثلاً ابتكار نظام حكم جديد؟ هل يمكن الاعتماد على الوقت كعملة بديلة للذهب؟ هل يمكن إدارة دولة بدون حكومة؟

هذه أسئلة قد تبدو بسيطة ويمكن لأي شخص أن يرمي بإجابات بسيطة لكن لو أعدنا النظر قليلاً في الأوضاع الاقتصادية والسياسية لوجدنا كثيراً من السلبيات في الأنظمة الاقتصادية والسياسية، فهل يمكننا تقديم الحلول؟ بعض أصحاب مشاريع الدول المجهرية يحاولون تقديم إجابات وإن كان بأسلوب غير تقليدي.

في الموضوع القادم سأضع كل ما أستطيع الوصول له من مصادر حول الدول المجهرية.