31 يوليو 2008

أكبر 10 بلدان

سبق أن وضعت قائمة بأصغر 10 بلدان وأرى أن علينا النظر إلى الطرف الآخر من القائمة، إلى أكبر 10 بلدان في المساحة، تخيل أنك تركض فيها بدون توقف لأسابيع متواصلة لكي تصل من طرف الدولة إلى طرفها الآخر، تخيل المساحات الهائلة التي لا يسكنها أحد أو لم يكتشفها أحد بشكل كافي، هناك مناطق لم يزرها سوى قلة من الناس لبعد مسافتها، هناك مدن وقرى هجرت منذ وقت طويل وبقيت كما هي دون أن يمسها أحد ولم يغيرها شيء سوى تراكم الغبار ومرور الزمن.

في المركز العاشر، البلد العربي والإفريقي الأكبر، البلد الذي تهدده الانقسامات والاضطرابات، السودان، مشاكل في الجنوب ومشاكل في الغرب، محاولات انقلاب والرئيس مطلوب للمحكمة الدولية، السودان يعني لي الشعب الطيب والبلد ذو الأمكانيات الهائلة غير المستغلة، سامي الحاج الذي استقبل كالأبطال وهو يستحق ذلك، بلد الأدب والعلم.

من آسيا تأتي كازاخستان في المركز التاسع، كانت جزء من الاتحاد السوفيتي واستقلت في عام 1991م، كان شعب هذه الجهورية يعاني من تسلط الشيوعين وسياساتهم، فتعرض للمجاعات وهاجر كثير منهم، ومات كثير منهم في أحداث عنف، ستالين أمر بقتل الشعراء والأدباء والمؤرخين والسياسين، لا أدري كيف يفخر البعض بما يسمونه "إنجازات الشيوعية."

في المركز الثامن تأتي الأرجنتين من الطرف الآخر للعالم، هذا البلد يمتد من منتصف أمريكا الجنوبية ويصل إلى طرف القارة القطبية الجنوبية، مناخه متغير من الاستوائي إلى القاري المتجمد، تاريخ موغل في القدم وثقافة كادت تندثر مع قدوم الغزو الإسباني الذي محى ثقافات ولغات في أمريكا الجنوبية والوسطى وأصبحت شعوب هذه المناطق خليطاً من السكان الأصليين والأوروبيين والأفارقة.

دولة اللغات والأعراق المختلفة الهند تأتي في المركز السابع، البلد الذي يزدحم بأكثر من مليار نسمة يتحدثون أكثر من 100 لغة وتجتمع فيهم التناقضات العجيبة، فمن الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش، ومن البدائية إلى أحدث التقنيات، كل شيء موجود في هذا البلد العجيب.

في المركز السادس تأتي أستراليا، مساحات شاسعة يسكنها شعب لم يحتج أبداً لنظام أرقام، فلديهم عددان فقط، واحد وكثير! فكل شيء أكثر من الواحد هو "كثير" فلو سألت أحدهم كم عدد أولادك لخط لك خطوطاً على الأرض وسمى كل واحد منهم، المسافات تقاس لديهم بأغني شعبية توارثوها منذ قديم الزمان، يمشون ويغنون، لكن هؤلاء عانوا من الرجل الأبيض حين بدأ هذا الرجل في اكتشاف العالم وتغيرت استراليا إلى البلد الذي نعرفها ليوم.

عودة لأمريكا الجنوبية، البرازيل تأتي في المركز الخامس، هذا البلد يمكن وصفه بكلمات قليلة، نهر وغابة الأمازون، القبائل الأصلية التي لا تزال تحافظ على أسلوب عيشها القديم، قبائل لم تتصل بالحضارة الحديثة وبقيت مختبأة لا يعرفها إلا القليل جداً من الباحثين، في البرازيل تجتمع التناقضات فهناك التقنية الحديثة والبدائية، وهناك الفقر والغنى، وهناك اختلاط الأعراق والشعوب، وهم يختلفون عن كل سكان أمريكا الجنوبية بأنهم يتحدثون اللغة البرتغالية بدلاً من الإسبانية.

في المركز الرابع أمريكا، لا أظن أنني بحاجة للكلام كثيراً، البعض يضع أمريكا في المركز الثالث من حيث المساحة، الأمر متعلق بحساب أراض اخرى أو عدم حسابها.

في المركز الثالث الصين، المليار الثاني من البشر يعيش هنا، لا زالت الشيوعية مسيطرة وإن كانت رأس مالية من الناحية الاقتصادية، ثقافات مختلفة وشعوب مختلفة وتاريخ موغل في القدم، لا يمكن أبداً الحديث عن هذا البلد في كلمات قليلة.

أما في المركز الثاني فتأتي كندا، البلد الذي لا أعرف شيئاً عنه! نعم أعترف بهذا، كل ما أعرفه أنه بلد للمهاجرين مثل أستراليا ومثل أمريكا في الماضي، كثير من العرب يتوقون للهجرة إلى هذا البلد بحثاً عن حياة كريمة وعن جنسية قد تضمن لهم ولأبنائهم عيشاً كريماً، إعلانات كثيرة في الصحف تدعي أنها تساعدك على الهجرة إلى كندا، معلومة أخرى حول هذا البلد: مقاطعة كويبك تتحدث الفرنسية وهي لغة رسمية هناك، وللحصول على الجنسية عليك إتقان اللغتين، الإنجليزية والفرنسية، هذا كل ما أعرفه.

وأظن أنكم تعرفون المركز الأول، روسيا، 11.5% من مساحة الأرض تقع تحت سيطرة هذا البلد، معادن وثروات لا تحصى، غابات ومصادر للمياه كثيرة، مساحة شاسعة وكثافة سكانية منخفضة، فهناك 8.4 نسمة في الكيلومتر المربع، قارن هذا بالبحرين مثلاً التي تبلغ كثافة سكانها 1454 نسمة في الكيلومتر المربع.

26 يوليو 2008

هل تعرف مولدوفا وشقيقتها؟

قصة اليوم عن دولة لم يسمع بها كثير من الناس تقع داخل دولة لم يسمع بها كثير من الناس! قصة تخبرنا كيف أن اللغة والثقافة تكونان هوية الإنسان وانتمائه، قصتنا اليوم ليست سخيفة ولا هي مزحة، ليست حلم خيالي لشخص يريد إقامة مملكته في حديقة منزله، بل هي قصة مكان وشعب.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي سارعت جمهوريات الاتحاد السوفيتي لإعلان استقلالها عن البلد الذي أذاقهم الجحيم، بعض هذه البلدان بقت كما هي، مجرد جحيم لكن باسم جديد وعلم جديد وقائد جديد، وكثير منها أصبحت بلداناً أكثر تحرراً وإن عانت من الفقر، على الأقل يمكن للمواطن فيها أن يتحدث دون خوف على نفسه وعائلته، يمكنه أن يسافر للخارج ويرى العالم أو يبحث عن فرصة عمل.

مولدوفا هي إحدى هذه الجمهوريات التي استقلت، لعلك لم تسمع بها من قبل، فقد كانت إمارة مستقلة ثم احتلت من قبل الإمبراطورية الروسية في آوائل القرن الثامن عشر، بعد مئة عام انضمت الإمارة لرومانيا لكن في الحرب العالمية الثانية احتلت مرة أخرى من قبل الاتحاد السوفيتي واختفت من خريطة العالم إلى أن عادت إلى الحياة في عام 1991م يوم أعلنت استقلالها.

هذا البلد الأوروبي فقير في موارده فليس هناك نفط أو معادن تستخرج من الأرض، وليست هناك صناعة من أي نوع، لذلك يعتمد الاقتصاد على الزراعة، البيئة لم تتضرر هنا كثيراً، هواء نظيف وطبيعة ساحرة ومناخ معتدل وأناس طيبون، لكنهم يعانون من الفقر.

وبسبب الفقر راجت تجارة المخدرات والرقيق، فهناك عصابات تستغل حاجة الناس لتتاجر بالفتيات في بلدان أخرى وتجبرهم على العمل في البغاء، والفتيات يبعن ويشترين، هذه هي عبودية القرن الواحد والعشرين، وكما يقول بعض الخبراء، عدد العبيد في هذه الأيام أكبر مما كان عليه في الماضي.

هناك نهر في مولدوفا يمر في شرق البلاد، على الجانب الغربي منه تقع معظم أراضي مولدوفا التي يسكنها أناس يتحدثون الرومانية وثقافتهم مرتبطة بلغتهم، على الجانب الشرقي من النهر يقع جزء صغير جداً من مولدوفا يسمى ترانزنستريا يسكنه أناس يتحدثون الروسية وثقافتهم روسية.

هؤلاء أعلنوا استقلال بلدهم ولا أحد يعترف بهذا الاستقلال إلا سكان هذا البلد، فلهم عملة خاصة وجيش خاص، لكن هذا الوضع غير المعترف به عالمياً جعل هذه المنطقة مكاناً مناسباً للجريمة، أضف إلى ذلك الفقر والفساد وستجد ثقباً أسود لغسيل الأموال وتجارة السلاح والمخدرات.

هذه نظرة سريعة على بلد لم يسمع به أحد، في بلد لم يسمع به أحد ... إلا القليل.

24 يوليو 2008

دولة في الحياة الثانية

لم أفكر في هذا الخيار من قبل، يمكنك إنشاء دولة افتراضية على خدمة الحياة الثانية، ولمن لا يعرف الحياة الثانية فهي خدمة لإنشاء بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد، يمكنك في هذه البيئة أن تكون شخصيتك وتمتلك أشياء مختلفة، وهناك من يستخدم الخدمة للتسويق، فمثلاً موقع إسلام أون لاين بنى هناك مسجداً للدعوة وتلقى العديد من الزيارات من أناس يريدون التعرف على الإسلام.

شخصياً لم أجرب الخدمة ولا أريد تجربتها، لكن أعرض الفكرة على من لديه استعداد لتجربتها.

شكراً للأخ رفيق الذي أخبرني عن الفكرة.

21 يوليو 2008

مشكلة السيارات ومدننا

لا اخفي حبي للسيارات مع أنني لا أملك رخصة قيادة ولا سيارة وعندما أركب مع الآخرين فأنا أجبن راكب على الطريق، أخاف السرعة والتهور والصوت العالي، مع ذلك كله، أحب السيارات.

لكنني مؤمن أن السيارة اليوم جزء من مشكلة كبيرة، المشكلة هي في عقلية الأنا الفردية الأنانية، الأنا التي تريد كل شيء بدون أن يشاركها أحد في شيء، الأنا المنعزلة عن الآخرين، الأنا المادية ذات التفكير الضيق التي لا يهمها أبداً الصالح العام والمستقبل، المهم هي هذه اللحظة وكيف تستثمر لجلب منفعة مادية.

السيارة الآن تسبب كثير من المشاكل، استهلاك الوقود الذي يرتفع سعره كل يوم، تلويث البيئة بعادم السيارة وبكل عملية تصنيع السيارة وجمع موادها الأولية، الزحام في الطرق واستهلاك طاقة الناس بحبسهم فوق طرقات سوداء جرداء لا حياة فيها وحرق أعصابهم، القتال والعراك على مواقف السيارات التي تزداد اتساعاً كل يوم لكنها لا تستطيع أبداً ضم كل السيارات لأن عدد المركبات في ازدياد دائم.

إذا أردنا معالجة هذه المشكلة علينا أن نغير أسلوب تفكيرنا فبدلاً من بناء مزيد من الطرق وتشييد الجسور وتوسيع الطرق الحالية وإضافة طوابق متعددة للمواقف علينا أن نعيد التفكير بموضوع النقل، السيارات نستخدمها لنذهب من مكان إلى آخر ونحمل أمتعتنا معنا، يمكننا فعل نفس الشيء بإعادة التفكير بأشياء مختلفة.

كثير من مدننا الحديثة مصممة على أساس مادي لا إنساني، مصممة لكي نقود السيارات فيها ونعزل أنفسنا عن بعضنا البعض ببيوت الزجاج والحديد المتحرك، السيارات أصبحت بيوتاً متحركة، نأكل ونعمل وننام فيها، الهاتف النقال زاد المسافات بيننا بعداً وجعلنا قريبين في كل وقت، نعم أنت في مدينة وصديقك في مدينة أخرى لكنه يستطيع أن يزعجك في أي وقت، هل يغني الهاتف عن اللقاء الشخصي؟ لا وإن قال العالم كله نعم، اسأل الآباء والأمهات، هل يغني حديث في الهاتف عن رؤية أبنائكم عندما تغيبون عنهم؟

وكمثال على التصميم غير العملي لا أجد أفضل من منزلنا، فهو محاط بثلاث شوارع، الشارع الأمامي لا يبعد عن بوابتنا إلا بمترين، لا يمكن لأبناء أخي الخروج فقد خوفناهم كفاية لكي لا يخرجوا، السيارات تمر مسرعة أمام المنزل ولا نريد أن نوفر فرصة لحدوث أي شيء لهم.

أبناء اخي بالكاد يعرفون أطفالاً آخرين، أعني أنهم لا يعرفون معنى اللعب مع الأصدقاء، شيء كنا نفعله كثيراً في الماضي القريب، وهم لا يستطيعون الخروج من المنزل بأي شكل إلا بإشراف من أحد الكبار، لم يكن حالنا هكذا في الماضي، ولا ألوم الآباء والأمهات، مدننا لم تصمم لكي تكون آمنة بل عملية باردة تناسب أصحاب السيارات أكثر من غيرهم.

مدننا مصممة على أساس النفع المادي لكنها لا تفكر بما هو أكثر أهمية، الإنسان نفسه ومحيطه، من المفترض أن تبنى المدن على أساس إنساني فتجعل الإنسان يتواصل أكثر مع جيرانه ولا يخاف الأطفال من اللعب خارج المنزل لا بل لا يخشون الذهاب بعيداً إلى حديقة عامة أو إلى الشاطئ.

من المفترض أن تكون الأرصفة واسعة مزدانة بالشجر وبجانب منها هناك صف من الأبنية التي تحوي المحلات والشركات والمنازل، من المفترض ألا أحتاج للسيارة لشراء احتياجاتي اليومية أو الأسبوعية بل لا أحتاج لقطع شوارع كثيرة لشراء ما أريد.

من المفترض أن تكون هناك شوارع مخصصة للمشاة فقط، لا سيارات ولا شاحنات ولا أي نوع من المركبات التي تعمل بالمحركات، شوارع واسعة يمكن للمرء فيها أن يجلس ويستمتع بوقته ويلتقي بالناس ويتسوق أو يذهب لعمله.

من المفترض أن تكون هناك حدائق عامة كثيرة لا تبعد عن بيوت الناس كثيراً حتى يتكاسلوا عن الذهاب لها، كذلك مكتبات عامة، ساحات لعب عامة، شواطئ مفتوحة بدلاً من غابات الإسمنت وجشع الرأسمالية المادية.

ثم هناك مشكلة المواصلات البديلة، بدون وجود وسائل مواصلات بديلة للسيارات ورخيصة لن تنخفض أعداد السيارات، الوسائل البديلة يجب أن تشمل كل الوسائل، القطارات بأنواعها العادية والمترو، الحافلات، الدراجات الهوائية! نعم الدراجات الهوائية بأنواعها، من المؤسف أن تحارب الدراجات الهوائية في بلادنا.

تصور الشاب الهندي الفقير الذي يعتمد على دراجته الهوائية كل يوم، تصوره وهو يعبر الطرق الخطرة عليه كل يوم ويتجنب ارتكاب أي خطأ ويتجنب الشرطة، لأنه لا يدري متى يتحول مزاج الشرطة فيصادرون دراجته مصدر رزقه، القوانين بخصوص هذه الدراجات الهوائية غير معروفة لأكثرنا، لأننا لم نسأل ولم نبحث والشرطة لا توضح والصحف كالببغاوات تردد ما يقوله الناس ويقوله المسؤول ولا تؤدي وظيفتها في البحث عن الحقيقة.

ثم لدينا في الإمارات وغيرها مشكلة الجو الحار، لن يخرج أحد لينتظر حافلة في مكان غير مكيف، لن يفعل ذلك إلا من اضطر، وبالفعل هناك من تجبره ظروفه على استخدام الحافلات في هذا الجو الحار وهذا يعني انتظار الحافلة لنصف ساعة أو ساعة في جو رطب وحرارة قد تصل إلى أكثر من 40 درجة، محطات الحافلات يجب أن تكون قريبة وكبيرة ومكيفة، استخدموا الطاقة الشمسية لتكييفها، لدينا شمس تشوي كل شيء تحتها وقادرة على تزويدنا بما يكفي من الطاقة، فلتستغل هذه الطاقة شبه المجانية.

إذا توفرت الوسائل البديلة الرخيصة والعملية يجب أن يطرح قانون يحدد من لديه حق لامتلاك السيارة، لا يعقل أبداً أن نترك الجميع يشترون السيارات، هناك دول في العالم لديها قوانين تطلب من المقيمين إثبات حاجتهم للسيارة قبل أن تسمح لهم بشراء واحدة.

هذا الكلام الذي أقوله ليس جديداً وقد طرحه آخرون قبلي في وسائل كثيرة وناقشه الإعلاميون والمهتمون بالبيئة والخبراء، ما الذي ننتظره؟

20 يوليو 2008

روابط مملكة Lovely!

في الأيام الماضية عرضت بالتفصيل الممل - أحياناً - قصة مملكة Lovely، اسم غريب لدولة غير موجودة إلا بشكل افتراضي وفي عقول بعض الناس، على أي حال، يمكنكم معرفة المزيد عن الدولة، وأيضاً مشاهدة المسلسل الوثائقي الفكاهي الذي اعتمدت عليه عند كتابة السلسلة، فقط زوروا هذه الروابط:
  • الموقع الرسمي، أظن بأن أي شخص يمكنه أن يرسل طلب جنسية من خلال الموقع!
  • ويكيبيديا: Kingdom of Lovely
  • موقع داني والس
  • شاهد برنامج داني How to Start Your Own Country، ستضطر لإنزال ملف بحجم كبير قد يأخذ أياماً لتنزيله، الملف يستخدم تقنية Torrent، ومن ناحية قانونية إذا شاهدت البرنامج فأنت تخالف قانون حقوق النشر، غالباً أفضل ألا أخالف القانون لكن هناك حالات لا تملك إلا أن تفعل ذلك لأنك لا تملك أي خيار آخر سوى عدم مشاهدة ما تريد مشاهدته.
أظن بأننا سبحنا طويلاً في عالم خيالي، دعونا نعود لأرض الواقع قليلاً، الموضوع القادم سيكون مهماً - بالنسبة لي على الأقل - لذلك أرجو ممن يرى أنه مهم أن يضع له رابط في مدونته أو يراسل الآخرين حوله، أريد آرائكم وتجاربكم الشخصية حول المدن التي تعيشون فيها.

19 يوليو 2008

دولة في شرق لندن - 5

مع انشغال داني بإنشاء مملكته نسي أن هناك فواتير عليه دفعها، بحث في منزله عن أي شيء يبيعه فلم يجد إلا ألعاباً وأشياء لن تسدد حتى ربع فاتورة، فقرر أن يلتقي برجل اقتصادي يساعده على رفع مستوى دخل المملكة.

خبير الاقتصاد يقول بأن ثروات الدول لا تقاس بحجم الذهب التي تحتفظ به في خزائنها بل بحجم الإنتاجية والعمل الذي يمكن للشعب أن يقدمه، اقترح على داني أن يجعل تطوير البرامج وسيلة لكسب الدخل - فكرة جيدة بالمناسبة - أو أن يفرض ضرائب على مواطنيه وهذه لم تعجب داني أو أن يجعل دولته جنة للضرائب.

سافر داني إلى موناكو، إحدى أصغر وأغنى الدول في العالم، والتقى بوزير المالية، وفهم منه أن الدويلة غنية بسبب الاستثمارات الأجنبية، وموناكو لا تفرض ضرائب على الأفراد لكنها تفرضها على الشركات، لكن هناك استثناء على السياح الفرنسيين والأمريكين، فموناكو تفرض عليهم الضرائب، فكرة رائعة! لتفرض الدول العربية ضرائب على الأمريكان.

حاول داني الحصو على مساعدات مالية من حكومة بريطانيا، لكن تبين له من خلال حوار قصير مع المسؤول عن توزيع المساعدات أن دولته من أغنى الدول في العالم!

بحث داني في الشبكة ووجد معلومة عن شخص يسمي نفسه الأمير لازروس، هذا الأمير يبني دولته أيضاً ويسميها نيو يوتوبيا، وهي في مكان ما في البحر الكاريبي حيث يريد بناء منصة على سلسلة جبلية بحرية ويكون عليها دولة، وإذا أردت أن تصبح مواطناً هناك عليك دفع 25 ألف دولار، سأتحدث عن هذا المشروع في موضوع منفصل فقصته فيها تفاصيل تستحق الانتباه.

ألتقى داني برجل يمثل نيو يوتوبيا في بريطانيا واطلع معه على الرسومات التي تبين ما يفترض أن يحدث، رسومات رائعة، لكن المشروع لا زال حتى الآن في مرحلة الرسومات بل وهناك شك كبير بأن يكون الأمر كله وسيلة لالتهام أموال الناس.

ثم التقى بخبير مالي أخبره أن كل الدول لديها ديون، المشكلة ليس في الديون لكن في حجمها، هذا أقنع داني بأن يصنع لوحة يفتخر فيها بأنه صاحب دولة حقيقية، دولة ذات ديون!

فكرة مجنونة أخرى ظهرت، لماذا لا يطبع عملته الخاصة؟ لكن قيمتها تعتمد على الوقت، داني وكل الشعب لديهم وقت، والوقت له قيمة، سمى العملة IOU، أو I Owe you، وتعني أنا مدين لك، اسم ذكي!

التقى داني بخبير اقتصادي هو روبرت مانديل الحاصل على نوبل في الاقتصاد ومطور فكرة عملة اليورو، روبرت يرى أن كثرة العملات في العالم تسبب مشاكل للاقتصاد العالمي ويرى أن العالم بحاجة إلى عملة واحدة فقط، ويقول أن عملات دول الجزر في بحر الكاريبي أو في المحيط الهادئ ليس لها قيمة، مع ذلك قرر داني طباعة عملته، وجربها واستطاع شراء ما يريد! كيف يمكن لأي شخص أن يقتنع بهذه العملة التي لا يعرفها ولا يعترف بها أحد!

بقي الآن الاعتراف الدولي الرسمي بدولته، جرب داني جوازه الخاص للسفر لكن لم ينجح في فعل ذلك فاستخدم جوازه البريطاني، ذهب إلى بروكسل إلى مكتب الأمم المتحدة ليعرف ما تحتاجه أي دولة لكي يعترف بها.

كتب داني رسالة للأمم المتحدة، ثم جرب أن يشارك في مسابقة أوروبا للأغاني ولم ينجح لأنه لا يمثل دولة معترف بها، لكن وصلت رسالة إيجابية من الأمم المتحدة، فقد دعي من قبلهم لمناقشة الاعتراف الرسمي بدولته.

قبل الذهاب إلى الأمم المتحدة، عرض رجل ما على داني اسئتجار ساحة عامة في غرب لندن لكي يجتمع مع مواطني دولته ويعلن لهم أن الأمم المتحدة اعترفت بدولته رسمياً.

سافر إلى نيويورك ليلتقي بالمسؤول هناك، هنا بدأ داني يتصرف بشكل جدي، فهو يعني بالفعل أنه يريد إنشاء دولته، شخصياً بدأت هنا أسأل نفسي: هل يعقل هذا؟ من ناحية قانونية دولة داني لا يمكن أبداً أن يعترف بها لسبب بسيط، هو أن شقته لا تعتبر مكاناً يملكه داني فهي مبنية على أرض تتبع حكومة بريطانيا.

مسؤول الأمم المتحدة كان واضحاً، لا أرض لا دولة، وفكرة الدولة الافتراضية على الشبكة قد تقبل في حالة واحدة وهي أن تختفي دولة ما من هذه الدول الجزر في المحيط الهادئ بسبب ارتفاع مياه البحر، فيمكن للحكومة تشكيل دولة افتراضية على الشبكة، عندها سيعاد التفكير في جدية الدول الافتراضية.

داني أصيب بخيبة أمل لأن دولته لم يعترف بها، في الحقيقة أنا أستغربت من خيبة أمله لأنني أرى الأمر مزحة جميلة، فكرة مسلية لكن لا يمكن أبداً أن تكون جدية، ورفض الفكرة أمر متوقع، في الحقيقة لو قبلت الفكرة ستكون مفاجأة مدوية.

عاد داني لبريطانيا، وقرر أن يذهب إلى الاجتماع مع مواطني دولته، لبس بدلته الملكية الأنيقة وجاء بسيارة مرسيدس إلى الساحة ورحب به المواطنون، وألقى كلمة لهم، وأخبرهم أن اسم الدول هو كما هم اختاروا: Kingdom of Lovely!!

بقي حلقة واحدة أضع فيها روابط مختلفة لهذه الدولة العجيبة.

17 يوليو 2008

دولة في شرق لندن - 4

حلم المدينة الفاضلة ليس سهلاً، فقد وصلت رسائل لداني من بعض مواطنيه يريدون فيها ارتكاب جرائم، فأحدهم يستأذنه في سرقة الناس، وآخر يخبره أنه سيغزو إسبانيا! لا بد من وجود قوانين تحكم العلاقة بين الناس.

سافر داني إلى أورلاندو، فلوريدا، مقر عالم ديزني وفيها بلدة يقال أنها بلدة مثالية للعيش فيها، بعدد سكانها الذي يفوق الثمانية آلاف، بلدة سلبريشن تتمتع بمعدل جريمة يقترب من الصفر، مدارس جيدة والكثير من الناس السعداء، مكان جيد ليعيش المرء فيه، لكن إلى أي مدى الناس هنا ودودون؟ جرب داني اختباراً بسيطاً وهو أن يرفع يده لأي شخص غريب ويقول له "High five" أو بلهجتنا المحلية "كفك!" فوجد أن الناس يتفاعلون معه.

استئجر سيارة كهربائية صغيرة وتجول في أنحاء البلدة، أعجب بالبيوت، والحدائق نظيفة وأنيقة، ولا توجد مظاهر لأي مشاكل، ألتقى داني بأحد أعيان البلدة الذي شرح له أن المدينة تقوم على أساس خمس مبادئ مهمة:
  • الصحة
  • التعليم
  • التقنية
  • المجتمع
  • المكان
الأطفال لا يشجعون فقط على اللعب في باحة المنزل لكن يشجعون على اللعب في حديقة عامة مع الأطفال الآخرين، وهذا يجمع الأسر أيضاً.

مدينة سليبرشن تعتمد قواعد صارمة حول كل التفاصيل المتعلقة بالمنازل، فمثلاً لا يحق لصاحب المنزل أن يختار أي نوع من الستائر بل عليه تركيب ستائر من نوع محدد بلون محدد! هذه القواعد الصارمة أنتجت بلدة نظيفة أنيقة، لكن هل يريد أحدنا أن يعيش في مثل هذه البلدة؟ شخصياً تعجبني الكثير من التفاصيل، فمثلاً وجود اهتمام ببناء مجتمع متفاعل نقطة مهمة جداً أفتقدها هنا.

في مقابل سليبرشن وقواعدها التي لا تنتهي هناك مجتمع آخر يحاول الوصول إلى نفس الأهداف لكن بدون قواعد كثيرة، كريستيانا مجتمع منفصل في الدانيمارك كانت هذه البلدة قاعدة عسكرية في الماضي خرج منها الجيش ليحتلها مجموعة من الهيبيز في السبعينيات، ويسكنها الآن 800 شخص يتوقون للتخلص من حكم وقوانين الحكومة الدينماركية.

الشرطة الدينماركية لا تتدخل في هذا المجتمع إلا في حالات الجرائم الخطيرة كالقتل والاغتصاب.

اتجه داني إلى الفاتيكان ليلتقي بأحد المسؤولين هناك وتحدثا عن تعاليم المسيح، والأخلاق وكيف أن الأخلاق والإحساس بالمسؤولية هي أساس النظام في أي مجتمع وبدونهما سينهار المجتمع مهما كانت القوانين صارمة.

في شقة داني أو لنقل في مملكته وضع قواعد مع صديقه وهي بسيطة، لكن مع النقاش تحول التركيز من الأشياء التي يمنع فعلها إلى وضع قانون لأسلوب العيش، فبدلاً من أن يقول للمواطنين "يمنع فعل وهذا وذاك" وضع قاعدة بسيطة "كن جيداً" أو Be Good.

لكن صديق داني طرح مشكلة، كيف ستفرض هذه القاعدة على الناس؟ وفعل ذلك عملياً بوخز داني في صدره، طلب داني ألا يفعل ذلك فقال له صديقه "ما الذي يمكنك أن تفعله؟!" ووخزه مرة ثانية، النقطة هنا كيف يمكن التعامل مع من يخالف القاعدة؟ أعني قاعدة "كن جيداً" وليس القاعدة!

سافر داني إلى أريزونا في أمريكا ليلتقي بجو أربيو عمدة بلدة في أريزونا، جو يؤمن بالتشديد على المجرمين إلى أقصد حد لكي لا يعودوا إلى السجن مرة اخرى، فهو مثلاً يجبرهم على لبس ملابس داخلية وردية! الطعام رديئ رخيص ومحصور بوجبتين في اليوم، السجناء يعيشون في خيم غير مكيفة والجو حار جداً في أريزونا وقد تصل الحرارة إلى مستوى خطير حتى في الظل.

كل وسائل الترفيه ممنوعة، التلفاز محصور بقنوات تعليمية، التدخين ممنوع، القهوة ممنوعة! والمجلات النسائية - يجب منع المجلات النسائية حول العالم! - الأفلام محصورة بأفلام لا عنف فيها، أفلام عائلية! هناك حصص مكثفة للإنجليزية للسجناء الذين لا يتكلمونها.

جو يرى أن السجن يجب أن يكون قاسياً ويعاقب لأن هناك سجوناً حول العالم تقدم حياة أفضل للسجناء من تلك التي يعيشونها خارج السجن، لذلك بعضهم يرتكب الجرائم لكي يعود إلى الحبس!

ثم عرض جو فرقة من السجينات المربوطات بسلاسل، وهي كم يقول جو الفرقة الوحيدة في العالم، عقاب أظنه لا إنساني أكثر من اللازم، مع ذلك قالت إحدى السجينات أنها عادت ثلاث مرات لهذه الفرقة، "لماذا؟" سأل داني "الغباء!" أجابت السجينة ... هذه سجينة صريحة، ليت بوش يأخذ بعض من صراحتها وعقلها.

أريزونا هي إحدى الولايات التي أبقت تطبيق عقوبة الإعدام، وهذه قضية عالمية إذ تنادي هيئات عالمية بإلغاء عقوبة الإعدام لأنها غير إنساني وليس من حق الإنسان أن يقرر مصير حياة إنسان آخر.

شخصياً أرى أن هذا الكلام هراء، من أعطى الحق للمجرم بأن ينهي حياة الضحية؟ القاتل يقتل، هذا أمر صعب وقاسي على القاتل وعلى مطبق حكم الإعدام، لكن دعونا لا ننسى القسوة التي وقعت على الضحية أيضاً.

دخل داني إلى سجن مخصص لأخطر المجرمين وكثير منهم ينتظر دوره على كرسي الإعدام، ألبسوه بدلة حماية ونظارة حماية لأن بعض السجناء يصنعون أسلحة صغيرة وخطيرة! ثم زار غرف الإعدام، هناك غرفة إعدام بالغاز وأخرى بالحقن.

قرر داني ألا تكون هناك عقوبة إعدام في مملكته، وبدأ يشعر بأن الأمر جدي، إدارة الدول ليس أمراً سهلاً.

بقيت حلقتان.

15 يوليو 2008

دولة في شرق لندن - 3

ازداد عدد مواطني دولة داني التي لم تسمى حتى الآن وتجاوز عدد سكان الفاتيكان! وبدأ الناس ينادونه "سيادة الملك" وهو يرى أن هذا أمر جيد، ومع ازدياد عدد المواطنين دعى بعضهم إلى أول اجتماع رسمي بين الملك والمواطنين، وكان اللقاء في مبنى البرلمان البريطاني.

كانت غرفة صغيرة مزدحمة بمواطني الدولة، وكانت لديهم أسئلة كثيرة، يقول داني بأنه من الواضح أن جميعهم أفضل بكثير منه في إدارة شؤون الدولة، طرحت أسئلة عليه حول اسم الدولة، الوظائف، معدل الجرائم! الدستور، وكثير من الأشياء الأخرى، اتضح أن هناك المزيد من التفاصيل التي يجب اتخاذ قرارات بشأنها.

داني كان يفكر حول القيادة، ما الذي يجعل القائد مميزاً أو سيئاً؟ زار داني رجلاً ترك كل شيء وبدأ حملة منذ سنوات ضد حرب العراق وخيم قريباً من مبنى البرلمان البريطاني، براين هاو بدأ حملته قبل هجمات 11 سبتمبر ولكنها تركز الآن أكثر على حرب أفغانستان والعراق، وهو مستاء من مما فعلته حكومة بريطانيا وأمريكا في العراق، فهو يرى أن الحكومتان دعمتا صدام ثم اشتركتا في حرب ضده راح ضحيتها الآلاف، براين عرض صور أطفال عراقيين شوهتهم الحرب، وقال بأن هؤلاء السياسيون يكذبون ويشنون الحرب على أساس الأكاذيب، ويرسلون الآخرين ليقتلوا ويقتلوا.

لم يرغب داني أن يشعر أحد مواطني دولته كما يشعر براين تجاه بريطانيا، لذلك حاول أن يلتقي بأحد أعضاء العائلة الملكية لكنه لم يجد أحداً يقبل لقاءه، لكنه وجد فرصة للقاء أمير في إيطاليا.

سيبورغا بلدة صغيرة في شمال غرب إيطاليا قريبة من الحدود الفرنسية، يقول بعض سكانها أنها إمارة مستقلة، لكن من الناحية العملية هي تتبع حكم إيطاليا.

داني ذهب إلى سبورغا وبحث عن بيت أميرها جورجا، انزعج داني قليلاً من سبورغا أو شعر بالغيرة لأنها بلدة جميلة بين الجبال، بعد بحث وحديث مع بعض المواطنين هناك، استطاع الوصول إلى بيت الأمير، لكن يبدو أن هناك سوء فهم فالأمير لم يلتقي به، لكن داني دخل إلى المنزل على أي حال وجلس وانتظر، نصف ساعة من النقاش بين الأمير وأحد مساعديه انتهت بإقناع الأمير بلقاء داني.

اللقاء كان في شرفة علوية، يقول جورجا بأن أوروبا يسكنها أناس أذكياء يحكمهم أناس أغبياء! فهو يرى أن السياسيون انشغلوا بالسياسة أكثر من انشغالهم بالحكم وإدارة شؤون البلاد، وهذا ينطبق على دول العالم.

ويقول بأن على السياسين إعداد أنفسهم لإدارة شؤون البلاد بشكل جيد وتطوير بلدانهم، لا بد أن يعترفوا بأخطائهم ويعتذروا ويصلحوا أخطائهم بدلاً من محاولة إخفاءها والتستر عليها، فإن لم يفعل السياسي ذلك سيبقى على درب ارتكاب الأخطاء دون عودة.

عاد داني من إيطاليا ووصله طرد بريدي من النرويج، أرسله شخص ما تواصل مع داني من خلال البريد الإلكتروني، اسم الرجل هو Viceroy Morten Holmefjord، لا أعرف كيف أكتب أو أنطق هذا الاسم، المهم أن الرجل كان ملكاً لمملكة تسمى فوسا! وهي في الحقيقة مشروع فني مؤقت أقيم في مقاطعة فوسا بالنرويج.

التقى داني بملك فوسا في بريطانيا لأن الملك كان في رحلة عمل إلى بريطانيا، داني تعلم من ملك فوسا شيء واحد: أهمية المظهر! ذهب داني إلى خياط راقي في بريطانيا لكي يخيط له بدلة تشبه ما يلبسه الملوك في هذه الأيام، رداء أسود اللون - غالباً - مع شارات وزينة حول البدلة بألوان مختلفة.

عاد إلى البيت ليجد بريداً من شخص معروف مميز، نعوم شومسكي عالم اللغويات الأمريكي والناشط السياسي يدعوه للقاء في مكتبه بأمريكا، سافر له داني والتقى به. شومسكي يرى أن الناس يجب أن يفكروا بأنفسهم في ما يريدون من الدولة، ودور القائد هو أن يلغي الحاجة لوجود القائد ويجعل الناس هم يحكمون بأنفسهم، ليس بالضرورة أن يتخلص الناس من وجود قائد لكن على القائد أن يفوضهم بأكثر المسؤوليات ويهتم هو ببعضها.

شومسكي قال جملة أعجبتني كثيراً فهي تصف الخلل في ما نراه في أنظمة الحكم سواء التي تدعي أنها ديموقراطية أو تلك التي تدعي أنها تريد أن تصبح ديموقراطية، فهو يقول أن الديموقراطية ليست مجرد انتخابات، فهي مشاركة ونقاش حول اتخاذ القرارات وتقرير مصير الثروات والناس.

في بريطانيا التحق داني بدورة حول الدساتير، بعد الدرس التقى بالمعلمة ودار نقاش بينهما حول الدساتير، كل دول العالم لها دساتير ما عدى بريطانيا ودولة العدو الصيهوني، لكن في الواقع بريطانيا ودولة العدو لهما دستور غير مكتوب.

بدأ داني بمساعدة المعلمة في كتابة دستور دولته، ثم بحث عن الدساتير الأخرى وبالتحديد البريطاني فوصل إلى وثيقة تسمى Magna Carta والتي يقال بأنها أساس الأنظمة الديموقراطية الحديثة فقد حددت الوثيقة مسؤوليات وصلاحيات الملك وحقوق الشعب.

في مرحلة كتابة الدستور استشار أناساً مختلفين لكنه سافر إلى أمريكا ليلتقي بجزء من الشعب الذي يناقش الدستور دائماً، لكن هذا الجزء هو في الحقيقة جماعة تريد أن تبقي حق حمل السلاح حقاً لكل مواطن أمريكي، وهذا أمر يستغربه كثير من الناس خارج أمريكا فهم يرون أن السلاح سبباً للعنف، لكن هؤلاء لا يرونه ذلك بل يرون وسيلة للدفاع عن أنفسهم ويقولون بأن السلاح نفسه ليس سبب العنف بل الناس، ولديهم كتب وأبحاث تؤيد آرائهم.

قبل أن يجلس داني مع بعضهم كان عليه أن يجرب السلاح بنفسه! فاختار مسدساً وأطلق رصاصات لأول مرة في حياته، ثم التقى بمجموعة من المؤمنين بحق حمل السلاح، لم يتفق معهم وقرر ألا يكون حمل السلاح حقاً لمواطني دولته، فآخر ما يريده هو أن يستيقظ في الصباح ليجد 1000 شخص خارج شقته يوجهون أسلحتهم نحوه!

كتب الدستور وبدأ داني بتفويض بعض المهمات لآخرين وشكل أول حكومة، والتقى مرة أخرى بالشعب واستمع لهم وأجاب أسئلتهم، داني يقترب أكثر من تشكيل دولة بكل تفاصيلها.

هذا الجزء الثالث ولا زال هناك ثلاثة أجزاء ... فانتظروا.

13 يوليو 2008

دولة في شرق لندن - 2

توني بلير لم يرد على رسالة داني، هكذا يرى داني أن بريطانيا لا مشكلة لديها في أن تكون هناك دولة ما في شرق لندن، ولذلك بدأ داني في التفكير في سكان دولته وكيف يجمعهم، وبحث في الشبكة عن أصغر دولة في العالم فوجد الفاتيكان، فوضع هدفاً له هو جمع عدد من السكان يساوي أو يفوق الفاتكان.

ذهب بسيارته إلى مقر مؤسسة ما ووضع أمام المؤسسة طاولة ولافتة تقول "Citizens Required" أي "مطلوب مواطنين" وبدأ في الحديث مع المارة، لم ينجح في جلب مواطن واحد لدولته، كيف ستكون ردة فعلك عندما يقول لك شخص ما لا تعرفه "أنا أبدأ مشروع دولتي الخاصة!"

فكر داني في شقته فوجد أن عليه تصميم ملصق بسيط يقول "دولتي تحتاجك!" وضع صورته ونصاً يشرح مشروع الدولة وبدأ في توزيع الملصق في كل مكان يمشي فيه في لندن، على كراسي القطار، على باب شاحنة تنظيف، داخل كشك الهاتف، على سلة النفايات! خلف الحافلات، ووزعها بنفسه على الناس وتحدث معهم.

250 ملصقاً وزعت، في اليوم التالي حصل داني على 17 بريداً إلكترونياً حول دولته، كان سعيداً بردة الفعل لكنه اكتشف أن كثيراً من هذه الرسائل تتسائل إن كان الأمر مزحة أم أسوأ من ذلك، هل هو شخص معتوه، سأله أحدهم عن اسم دولته، وآخر سأله إن كان الأمر حقيقة.

لم يفكر داني بعلم الدولة أو اسمها أو النشيد الوطني، ولا يعرف داني ما الذي يميز دولته سوى أنه المواطن الوحيد وهو يلبس النظارات فهل هذا ما سيميز مواطني دولته؟ لبس النظارات؟ ستكون دولة مناسبة لي فأنا مخلص للنظارات منذ الصف الخامس.

توجه داني لخبراء لكي يصمموا له علماً وشعاراً وتناقشوا معه حول قيم دولته، فهو يريد المواطنين فخورين بأنفسهم، أصدقاء، يريد دولته مفتوحة للجميع، لطيفة، وأثناء عملية تصميم الشعار والعلم، استمر في نشر الملصقات والتقى بالمزيد من الناس، وبدأ بالتفكير في نوعية المواطنين فهو لا يريد الجميع، على الأقل لا يريد أناساً خطرين على حياة الآخرين.

التقى بخبير هجرة وتحدثا حول الموضوع، الخبير يقول أن كثيراً من دول اليوم بدأت باستقبال المهاجرين بدون أي قيود، مثل أمريكا وأستراليا وكندا، الهجرة ضرورة في بدايات الدول لبناء البنية التحتية، لكن بعد إنجاز هذه المهام الأساسية، لذلك تبدأ الدول بوضع قواعد وقيود للهجرة.

عاد داني إلى أمريكا وبالتحديد إلى نيويورك، المدينة التي كانت تستقبل المهاجرين الأوروبين وغيرهم في القرن التاسع عشر، كانوا يصلون بالمئات ويستقبلون بتمثال الحرية.

في مركز الهجرة بجزيرة إيلس التقى بموظف هناك اسمه باري ليريه كيف كانت الأمور تسير في العصر الذهبي للهجرة إلى أمريكا، الحكومة الأمريكية قررت إنشاء هذا المركز في عام 1892م لكي تختار المهاجرين بعناية أكبر، فكانت تجري لهم اختبارات بسيطة للتأكد من سلامتهم العقلية وقدرتهم على العمل.

تحدثوا عن العمالة الرخيصة، وهي قضية دولية اليوم، فمثلاً يشكل الهنود في الخليج عمالة رخيصة لإنشاء الطرق والبنايات، كذلك المكسيكيون في أمريكا، من ناحية اقتصادية بحتة العمالة الرخيصة مفيدة جداً للاقتصاد فهم يعملون بجد مقابل راتب ضئيل، من ناحية إنسانية العمالة الرخيصة تعاني طويلاً من أوضاع معيشية سيئة ويعاملون بقسوة في بعض الأحيان وقد تصل بهم الحال إلى العبودية وإن تسترت بتسميات أخرى.

داني قرر أن يستقبل الجميع ما دام أنهم ليسوا مجانين لكي يتفوق على عدد سكان الفاتكان، في هذا الوقت أنتهى العمل في العلم والشعار، كانت هناك اختيارات مختلفة لكنه استقر على هذا العلم:


الشعار:


صمم داني منصة صغيرة ووضعه عليها أعلاماً صغيرة وبدأ في الحديث إلى الناس - في مركز تجاري - يطلب منهم أن يصبحوا مواطنين في دولته، وكان سؤاله الوحيد: هل أنت شخص لطيف؟ الغريب أن هناك من كان يرد: لا!

بقي النشيد والسلام الوطني، دعا داني صديقيه إلى شقته ليكتبوا النشيد والسلام الوطني، لا أظن أن دولة ما يمكنها القبول بهذا السلام، فهو في الحقيقة أغنية .. لكن كلماتها مسلية أكثر بكثير من كلمات أي سلام وطني لأي دولة.

بث السلام الوطني لدولته التي لم يسميها بعد في إذاعة محلية، حيث عقد له لقاء هناك واتصل به الناس ليقترحوا عليه أسماء للدولة وكثير منهم يشيد بالفكرة!

عدد المواطنين وصل إلى 600!

وما زال للحديث بقية.

11 يوليو 2008

دولة في شرق لندن - 1

داني والس شاب يعيش في لندن، شخصية معروفة في بريطانيا فهو كاتب وإذاعي ومقدم برامج وثائقية فكاهية، سمع داني عن مملكة سيلاند فقرر إنشاء مملكته الخاصة وقد وثق عملية إنشاء المملكة في سلسلة فيلم وثائقي من 6 حلقات، كل حلقة مدتها 30 دقيقة.

ذهب داني بنفسه إلى سيلاند وتحدث مع الأمير، لم يصعد إلى الأمير بل نزل الأمير له! تصور أن ينزل أمير أو ملك أي دولة لك أنت المواطن العادي، يمكنك أن تحلم بذلك لكن احذر، بعض الدول يمنع فيها هذا النوع من الأحلام!

بعد نقاش قصير مع أمير سيلاند قرر داني أن يكون ملكاً، الملك داني الأول! بحث عن مكان لإنشاء دولته فوجد شخصاً كتب كتاباً حول إنشاء الدول، إيرون ستراوس يعيش في نيوجيرسي، زاره داني في شقته الغريبة التي تشبه مركز أو مكتب تحكم أكثر من مجرد شقة.

نصيحة إيرون لداني بأن يأخذ منطقة من القطب الجنوبي لا تتبع أي دولة أخرى، لكن هذا اقتراح غير عملي لأسباب كثيرة، فأخبره عن المنطقة بين إسبانيا وفرنسا حيث توجد بعض القضايا المتعلقة بالحدود بينهما تجعل المنطقة غير ثابتة من الناحية القانونية، فلا أحد يعلم هل تتبع هذه الدولة أم تلك الدولة.

سأل داني إيرون عن ما سيحدث لو ادعى شخص ما ملكية أرض دولة ما، ستكون هناك مشكلة بين الشخص والدولة، لكن إيرون اقترح في كتابه أن يشتري الشخص سلاح دمار شامل ويهدد بتفجير أرضه والأراضي المحيطة بها! - بإمكان أي شخص أن يخرج الآن من المدونة إن أراد! - أخبره أن كوريا الشمالية يمكنها أن تبيع هذه القنبلة ويضعها في شنطة سفر، لكن داني لا يريد أن تجري الأمور بهذا الشكل فهو يريد أن يستخدم الطرق الدبلوماسية.

بعد زيارة إيرون زار داني شخصاً آخر يعرفه منذ مدة طويلة لكن لم يلتقي به من قبل، في الثمانينات ادعى دينس هوب ملكية القمر! وكون حكومة فضائية وسفارة القمر على الأرض وبدأ ببيع قطع من القمر على مشاهير الناس واشترى بعض هؤلاء قطعاً من القمر واستطاع دينس أن يكون ثروة لا بأس بها من هذا العمل.

يقول دينس بأنه أرسل تنبيهاً لحكومة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي والأمم المتحدة ليخبرهم عن عمله هذا وإذا كان لدى أحدهم أي اعتراض فيمكنه الاتصال بدانيس، لكن لم يتصل أحد خلال منذ ذلك الوقت وحتى اليوم وهو يعتبر ذلك موافقة منهم، أظن بأن عليه التفكير بالخيار الآخر: لا أحد يعبأ برجل يبيع ما لا يملكه!

دينس نصح داني بأن يكون موقعاً على الشبكة ويكون الموقع جزء من الدولة، بدأ داني في بناء موقع دولته، وبدأ في البحث عن منطقة يشتريها ليكون دولته عليها، وجد جزيرة تحوي قلعة لكن سعر الجزيرة لم يكن رخيصاً.

وجد داني جزيرة أخرى على نهر التايمز وهي جزيرة إيل باي، لكنها مسكونة وليست للبيع، فقرر غزوها! باستخدام قارب صغير وبسرعة بطيئة جداً تقدم داني بكل ما أوتي من قوة وجدف نحو الجزيرة كان هذا عملاً جديداً فلم يسبق لداني أن جرب غزو أي دولة، لكنه اكتشف بعد ذلك أن الجزيرة مربوطة مع جانب النهر بجسر للمشاة!

لم يكن داني قادراً على غزو الجزيرة لوحده فاتصل بصديقه الذي كان يعمل حارساً في مكان ما ولذلك رأى داني أنه الشخص المناسب ليساعده على غزو الجزيرة.

بدأ داني بتوزيع ملصقات على الجزيرة تخبرهم أن هناك عملية غزو وبدأ يخبر الناس بأن عليهم عدم القلق لأنه يغزو الجزيرة، وبدأ في التواصل مع سكان الجزيرة، ثم وجد سيارة برمائية عسكرية يملكها رجل كبير في السن يسمى أليكس، بدأ يدور حول الجزيرة باستخدام السيارة ويخبر سكان الجزيرة عن الغزو، لكن الشرطة وصلت وانتهى الغزو، تصور غزو ينتهي خلال دقائق وبدون أي ضحايا!

في صباح يوم ما قرر داني أن تكون شقته هي مكان تأسيس دولته، من الناحية الخيالية نعم، يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك، من الناحية القانونية لا يمكن فعل ذلك.

حدد حدود دولته، أقام مؤتمراً صحفياً ونشرت إحدى الصحف خبراً بصور كبيرة على إحدى صفحاتها، استخدم السيارة العسكرية البرمائية لكي يذهب إلى مقر رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت توني بلير ليخبره أن هناك دولة صغير في شرق لندن تكونت.

وللدولة بقية!

10 يوليو 2008

ياباني يغيث غزة

مدونة اللغة اليابانية: من أجل غزة سايتو منادياً أغيثوا أهلها
يقوم الأستاذ سايتو بجهود جبارة في ايصال مايحدث في فلسطين وفي غزة من خلال صحيفة -ناكان بيريتا- ومن خلال مجموعته البريديه والتي يديرها بنفسه ، ومن الأمور المهمة التي يشكر عليها هي فكرة مشروع ” مسيرة البقاء ” . فهو يقوم الآن بتشكيل لجنة يابانية غير ربحية خاصة بــ ” مسيرة البقاء ” لتعد اللازم والمطلوب لجمع التبرعات العينية ، وللقيام بالاتصالات بوسائل الإعلام اليابانية والعالم الإسلامي ، وهذه التبرعات هي عبارة عن مئات الألوف من الدرجات الهوائية والكراسي الطبية المتحركة ، والمستلزمات الطبية المهمة ، وبعد ذلك ترسل إلى مصر ثم إلى غزة بدفعات متفرقة علما ً أن الجانب الياباني يتحمل جميع هذه النفقات.

موقع: National Geography

من الظلم أن أضع هذا الموقع في موضوع صغير، National Geography تستحق مواضيع مختلفة تتحدث عن بعض تفاصيل هذه المنظمة، على أي حال، موقع NG هو بوابة كبيرة لمصادر كثيرة حول الجغرافيا والبيئة والسياسة، لا يكفي أن تتصفح الموقع سريعاً بل عليك قضاء بعض الوقت لكي تجد ما يعجبك وما يفيدك.

ستكون هناك سلسلة مواضيع حول NG، فلا بد من الحديث عن المنظمة نفسها، وعن مجلتها الشهيرة، وعن المجلات الأخرى والكتب أيضاً.

05 يوليو 2008

إمبراطورية أريكان

في عام 1987م كان هناك ولد صغير يبلغ الخامسة من عمره ويعيش في مدينة مونتريال بكندا، لم يكن هذا الولد مميزاً بأي شيء بل كان عادياً جداً، في هذا العمر أتت فكرة للولد بأن يكون مدينة سماها أريكان (Aerican) وهو اسم لا يختلف كثيراً عن اسم "أمريكان" لكنه حذف حرف M فأصبحت أريكان، وهو قريب من اسم الولد ... إيرك.

مع الأيام نمت الفكرة فأصبحت في عام 1990م إمبراطورية أريكان وإيرك هو الإمبراطور! وكما يقول موقع الإمبراطورية الرسمي خاضت إمبراطورية أريكان معارك مع دول أخرى استخدمت فيها كل أسلحة ألعاب الفيديو وكانت ساحة المنزل مسرحاً لها! وكلما مرت السنوات زادت سخافة الموضوع، فهناك مستعمرة لهذه الدولة في المريخ!

يمكنك أن ترسل طلب الانضمام إلى هذه الإمبراطورية وسيدقق في طلبك الإمبراطور نفسه! وهناك ملاحظة في رأس الصفحة تقول بأن هذه ليست لعبة ولا خيالاً فإمبراطورية أريكان مجموعة حقيقية، ويمكنك إذا أصبحت مواطناً في الإمبراطورية أن تطبع بنفسك بطاقة هوية وجواز سفر.

هناك كثير من التفاصيل حول هذه الدولة الخيالية يمكنك أن تقرأ عنها في موقع أريكان الرسمي، وفي ويكيبيديا أيضاً.

سبق أن كتبت عن سيلاند، الإمارة غير المعترف بها والمبنية على أساس قاعدة عسكرية، وعن مملكة الإنسانية الدولة التي بنيت مجموعة من الجزر واستمرت 90 عاماً على افتراض أن المعلومات حول هذه المملكة صحيحة، والآن هذه دولة خيالية لا وجود لها لكن أفرادها يتعاملون معها بجدية! وهناك المزيد من الدول الخيالية.

عالم غريب هذا الذي نعيش فيه!

صار عندك دولة

جريدة الرياض: صار عندك دولة
رغم أن العالم يضم حالياً أكثر من 211دولة إلا أن هناك 170منها فقط تتمتع باعتراف رسمي كامل.
والفرق بين "الرقمين" إما مقاطعات لا يعترف باستقلالها أحد (مثل غزة والشيشان) وإما دول خديجة لا تحظى بالاعتراف الكافي (مثل شمال قبرص، الذي لا تعترف به غير تركيا..)
وبين هؤلاء توجد كيانات ساذجة وحمقاء لا تثير اهتمام أحد، هي موضوع حديثنا اليوم.
أشكر كل من راسلني بخصوص هذا الرابط.

04 يوليو 2008

موقع: Treehugger

قبل سنتين أو أكثر وصلت إلى مدونة بيئية كانت في بداياتها، اسمها Treehugger أو بترجمة حرفية "معانق الشجر" وهي مدونة تهتم بالبيئة، نمت هذه المدونة خلال مدة قصيرة وأصبحت من أكثر المدونات شهرة وتحوي الآن محتويات كثيرة متنوعة، وفي كل يوم تنشر أخباراً ومواضيع متنوعة تهتم بالبيئة.

عتبي الوحيد على الموقع أنه ثقيل جداً، يحتاج لوقت طويل لكي يظهر وللأسف ملف RSS الذي يقدمه ليس كاملاً فإذا أردت قراءة أي شيء يجب أن تزور الموقع.